حسن الدغيم - خاص ترك برس

1- الوصايا العشر مكتوبة على لوح من رخام منذ آلاف السنين على أعلى جبال الهند، لا تقتل لا تسرق لا تظلم... والناس تحتها يقتلون ويسرقون ويظلمون، الأفكار النبيلة إن لم تتنزل ضمن مشاريع واقعية تتلمس الحياة اليومية وتواجه الاستحقاقات الملحة سوف تبقى أيقونات للزينة.

2- قنطرة الشأن العام ضيقة لأنها مبنية على الأثرة والمزاحمة، وينبغي عليك التخفيف من حمولتك النظرية وغيرك عليه التخفيف حتى تستطيعوا عبور القنطرة، وإلا فسيحدث الانسداد والاختناق ومن ثم الموت، أو ستهدم القنطرة ويسير الناس كلٌ في طريق فيفقدون قوة الزخم المشترك ويترقرقون في السواقي.

3- نصف الناس أعداءٌ للدولة العادلة، فما بالكم بالدولة الظالمة، فلا تحاولوا نصرة فكركم بذهب الحاكم وسيفه، حتى لا تتحملوا تبعات بغض النصف للعادلين وبغض الكل للظالمين، وإنما أقيموا دعوتكم لما تعتقدون على البرهان والمنطق الذي يعرفه الناس بالعقل، لا بالخزانة أو الزنزانة.

4- يشكل الاندفاع الروحي الجماعي مجالاً خلاقاً للتغيير، ولكنه متسمٌ بالوقتية والمحدودية، بسبب الكلفة العالية في المهج، ولذلك كان من الواجب الحفاظ على ثمرات التغيير بإنشاء المؤسسات الضامنة للتضحيات، حتى لا تتحرك مصالح العمق وتلتف على أحلام المصلحين، وتعود في ثياب النساك والزاهدين.

5- إذا افتقر أهل النفط وجاع أهل القمح وجهل أهل العلم وتخلف أهل الحضارة ومرض أهل النظافة وهزم أهل الحرب، فاعلم أن هناك لصاً دخل إلى قمرة القيادة فحرف المركب عن المسار وصار يصرخ لا تبدلوا السائق حتى لا ينقلب المركب، فيشغل الناس بحق الحياة عن الكنز المسروق ويقايضهم بالأمن مقابل الحق.

6- أن تلين الكلمات للشاعر وتطيع العبارات المنظر ويسبح المفكر في عالم الأفكار فينظم عقده الفريد من منثور جواهرها... ليس معنى ذلك أن التغيير قد حصل، لأن التضاريس البشرية محكومة بالهواجس والرغبات أكثر منها بالأدبيات والأفكار، وتبقى القدرة على فهم الواقع هي الكفيلة بردم الهوة.

‏7- أزمات الأمة الخانقة لا سيما السياسية والثقافية لا تحل عبر خطاب رغائبي تعبوي يعتمد الشعارات الرنانة، ولا طرح المشاريع الحالمة، وإنما يحلها تمكين الجهود المحلية والطاقات الابداعية من تمثيل نفسها في دائرة القرار العام وتلمس الواقع ومحاولة تطويره والنهوض بما يتوفر فيه من إمكانيات.

8- عملت الصوفية على التربية ألف عام وعملت السلفية على التأصيل ألف عام وعملت المشيخات الرسمية على رعاية الأوقاف ألف عام وعملت المذاهب على التعليم ألف عام وكانت لهذه المدارس جهود عظيمة في حفظ مادة الإسلام كما حفظ الخضر كنز الأيتام تحت الجدار، وتبقى هذه الجهود بحاجة لعصا موسى للتغيير.

9-  لا تعولوا على استقامة الأفكار والمناهج والتربية في ضبط سلوك الحكام، لأن في السلطة من قوة الشهوة ما تطيح بهذه الضوابط، ولا بد للشعب من إنتاج المؤسسة الحاكمة على الحاكم والقادرة على ضبط سياساته وتقويم اعوجاجه وعزله إن طغى وبغى... ورضي الله عن سيد الخلفاء الذي قال: وإن أخطأت فقوموني.

‏10- قال تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).

لن يتعارفوا حتى يتواصلوا ولن يتواصلوا حتى يتحرروا ولن يتحرروا حتى يحكموا ولن يحكموا حتى يتمثلوا ولن يتمثلوا حتى يستحقوا ولن يستحقوا حتى يضحوا... معركة الحرية سنة الله الماضية لا تعرف الحدود ولا تقف عند الأسوار والسعيد من وعظ بغيره.

11- لا تجتهدوا في التكفير حتى تشرعنوا الحرب، فالله سبحانه قد شرع القتال لمنع الفتنة والتعذيب والصيال والبغي والعدوان على النفس والغير، دون تمييز بين هوية المجرمين، فالإسلام لا يعطي حصانة للمجرمين حكاماً ومحكومين كفاراً أو مسلمين... قال تعالى: (ولا تكن للخائنين خصيماً).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس