مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بحسب خبر نشرته شبكة بلومبيرغ، رفضت تركيا عرضًا من الولايات المتحدة لبيع منظومة باتريوت الصاروخبة حتى نهاية عام 2019. 

ويذكر الخبر، الذي أسندته الشبكة إلى مسؤولين تركيين، أن أول عرض قدمته واشنطن كان في 15 فبراير/ شباط، وبعد ذلك، رفعت الولايات المتحدة السعر لأن أنقرة طلبت تسليم المنظومة بسرعة. 

كما أن مسألة نقل التكنولوجيا، التي تعتبرها تركيا في طليعة شروطها، لم ترد في العرض. 

بالنتيجة، اتخذت أنقرة قرارًا نهائيًّا بشراء منظومة إس-400 من روسيا، بسبب التأخير في صفقة منظومة باتريوت التي كانت تريد شراءها من الولايات المتحدة. 

***

إذا كان الخبر صحيحًا فهو خطوة منطقية. لأن روسيا تتعهد بنقل تكنولوجيا منظومة إس-400، التي باعتها لتركيا. 

بمعنى أننا في هذه الصفقة لن نحصل على السمك فحسب، بل سنتعلم أيضًا كيف نصطاده. 

كما أن باتريوت أصبحت منظومة قديمة أمام إس-400. مع أنها كانت صالحة في الماضي، إلا أن مدى فعاليتها اليوم وفي المستقبل القريب ليس معروفًا. 

كم يمكننا الوثوق بمنظومة دفاع جوي نشتريها من بائع دعم المحاولة الانقلابية في تركيا؟ أترك القرار لكم.

يقول الخبراء العسكريون إن منظومة إس-400 قادرة على حماية مجال أوسع مما تفعله باتريوت. 

والأهم من كل ذلك، منظومة إس-400 أرخص بكثير من الصواريخ الأمريكية.

فهل مالنا كثير وعقلنا قليل؟ 

***

لا تلقوا بالًا إلى أنصار نظرية المؤامرة المتشائمين، الساعين لإخفاء جهلهم. 

لم تعد هناك تركيا التي تعرضت لكل المصائب لأنها رفضت مذكرة 1 مارس 2003 الخاصة بالتعاون مع أمريكا في غزو العراق. 

ما الذي تستطيع واشنطن فعله أيضًا؟

هل ستعيد تشكيل جيشنا؟

هل ستشتري خونة جددًا يحلون محل عناصر تنظيم غولن الذين استخدمتهم في 15 يوليو؟

هل ستحاول مرة أخرى؟

هل ستدفع تنظيمي بي كي كي وداعش للهجوم على تركيا؟

أم أنها ستعمل على رفع سعر الدولار إلى 7 ليرات من جديد؟ 

كل ما هو مذكور أعلاه سببه أننا لا نشتري من ترامب صواريخ باتريوت بسعر يوازي تقريبًا ضعفي ثمن صواريخ إس-400 من بوتين، أليس كذلك؟

إذن فلتفعل كل ما يحلو لها فعله!

الوقوف على الأقدام مع تقبل إمكانية الوقوع خير من الاستمرار في الزحف بلا أمل..

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس