ترك برس

رأى الصحفي البريطاني والخبير بشؤون الشرق الأوسط، مارتن جاي، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإبقاء على 400 جندي أمريكي في سوريا، يبدو في الظاهر وكأنه موجه ضد روسيا وإيران، لكنه في الواقع جزء من خطة أكبر لإسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر لدعم التنظيمات (الانفصالية) في شمال شرق سوريا في معركة جديدة مع تركيا.

وبعد أن أعلن ترامب في كانون الأول/ ديسمبر 2018، قراره سحب قوات بلاده من سوريا بدعوى تحقيق الانتصار على تنظيم الدولة، عاد الشهر الماضي وقرر الإبقاء على 400 جندي في سوريا، معتبرا أن ذلك لا يعني تغييرا على ما أعلنه في ديسمبر الماضي.

وقال جاي في مقال نشره موقع Strategic Culture إن قرار ترامب الاستماع إلى مستشاريه العسكريين وكبار أعضاء الكونغرس، مثل لينديسي غراهام، لا يبشر بالخير للعلاقات التركية الأمريكية لكنه يحافظ على حلفاء آخرين في سوريا، هما فرنسا وبريطانيا، و"يسعد إسرائيل والسعودية اللتين شعرتا بالضيق الشديد من قراره المتعجل بالانسحاب."

وأضاف أن "وثائق مسربة في الأسابيع الأخيرة كشفت عن موجة جديدة من كراهية تركيا طغت على الشكوك تجاه إيران وحزب الله، واستحوذت هذه الكراهية على عقول تل أبيب وواشنطن والرياض."

وأردف أنه مع توسع تركيا في المنطقة وإقامة قاعدتها العسكرية في البحر الأحمر مع قطر، بدأ الغرب ينظر إليها وإلى طموحاتها على أنها  أكبر تهديد في المنطقة. وزاد من ذلك إصرار أنقرة على شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية S-400 الروسية، ورد ترامب بوقف تسليمها مقاتلات الشبح  F-35.

وذكر أن الاستقبال الجيد الذي حظي به وزير الدفاع التركي خلال زيارته واشنطن أخيرا، كان من أجل الاستمرار في التظاهر بأن العلاقات بين بين واشنطن وأنقرة دافئة، ولكن الحقيقة هي أن قرار ترامب بشأن بقاء القوات في سوريا، والذي يبدو في الظاهر موجها ضد روسيا وإيران، هو جزء من خطة أكبر لإسرائيل والسعودية والإمارات ومصر لدعم التنظيمات الانفصالية في شمال شرق سوريا في معركة جديدة مع تركيا.

ونوه إلى أن اجتماعا سريا عقد في ديسمبر الماضي وافق على السماح للأسد بالعودة إلى جامعة الدول العربية والمضي قدماً في خطة جديدة مناهضة لتركيا.

وأضاف أن "هذه الخطة التي يقودها جهاز الموساد الإسرائيلي إذا حصلت على بعض الزخم قريباً، دون تدخل من إيران أو روسيا ، فمن المنطقي أن يرغب ترامب في أن تقف القوات الأمريكية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد تركيا، وهو ما من شأنه إن يسعد إسرائيل والرياض اللتي توترت العلاقات معها بسبب قضية خاشقجي."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!