ترك برس

أمل أوران، تركية في العقد الخامس، لم تقف أنوثتها عائقا أمام ممارستها مهنة، يحاول كثير من الرجال تجنبها.

إذ تعمل "أوران" البالغة من العمر 47 عاما، سائقة لآلة تكديس ونقل الحاويات في ميناء "ياريمجا" الدولي (DP World Yarımca Limanı)، بولاية "كوجا إيلي" غربي تركيا.

وتقضي معظم يومها في نقل وتكديس الحاويات القادمة إلى الميناء والصادرة عنه، لتبرهن بذلك عدم صحة ما يشاع أن بعض المهن خاصة بالرجال فقط.

وتلاحظ المواطنة التركية دهشة الرجال من حولها، في أغلب أوقات عملها، نظرا لقيادتها آلة تتطلب كثيرا من الدقة والجهد، فضلا عن أن عملها يندرج تحت بند "الأعمال الثقيلة".

وفي حديثها للأناضول، قالت "أوران" الأم لـ 3 أولاد، إنها تمارس مهنتها الحالية منذ 3 سنوات.

وأوضحت أنها تلقت دورة تدريبية استمرت 6 أشهر، لقيادة آلة تكديس ونقل الحاويات، بعد أن أمضت فترة إلى جانب من يجيدون هذه المهنة.

وأضافت أنها خضعت لاختبار كتابي وآخر شفهي في هذا الخصوص، لتجتازهما بنجاح وتنتقل بعده إلى تطبيق ما تعلمته على أرض الواقع.

وبينت "أوران"، أنها المرأة التركية الوحيدة التي تمارس هذه المهنة، بعد حصولها على شهادة رسمية معترف بها.

وأعربت عن اعتزازها وفخرها بمهنتها، وأنها أثبتت للمسؤولين عنها في العمل، نجاحها في قيادة الآلة المذكورة.

وأشارت إلى أن طبيعة عملها تتمثل في نقل وتكديس الحاويات على أرضية الميناء، وتحميلها من وإلى السفن والشاحنات.

وذكرت أن مهنتها لا تخلو من خطورة، كونها تندرج في قائمة الأعمال الثقيلة، ولأنها تتحرك مع آلتها في كافة أرجاء الميناء، على عكس الرافعات الثابتة في مكان معين.

وتابعت: "وسطيا، أقوم بنقل وتكديس ما بين 200 إلى 300 حاوية يوميا. عملي يتطلب دقة كبيرة، لأن الحاويات تتضمن منتجات تقنية وقابلة للكسر، وأخرى ضخمة، ولا بد من حسابات دقيقة عند رصها على أرضية الميناء".

وفيما يخص خطورة عملها، قالت "أوران" إن أي خطأ أو قلة انتباه، قد يؤدي إلى أضرار مادية كبيرة، وفي بعض الأحيان ينتج عنه خسائر بشرية.

ولفتت أنها تحظى بتقدير من المحيطين بها في مكان عملها، وفي حياتها الاجتماعية أيضا، لإنجازها هذه المهنة الصعبة.

وحول موقف أسرتها، قالت "أوران" إن أولادها يفتخرون أمام زملائهم بالمهنة التي تمارسها، ويطلعونهم على تفاصيل عملها، الأمر الذي يُشعرها بالسعادة.

وفي ختام حديثها، عبرت عن محبتها لعملها، لا سيما أنها تقضي معظم يومها في مكان مطل على البحر، مشيرة إلى استمتاعها بمنظر شروق الشمس وغروبها يوميا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!