ترك برس

قال الكاتب حسين إيبيش في مقال له بموقع شبكة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية، إن تركيا لم تعد شريكًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ولديها أجندة تتعارض مع مصالح أمريكا وحلفائها الإسرائيليين والعرب، داعيا الإدارة الأمريكية إلى البدء في اتخاذ إجراءات لمواجهة الطموحات التركية.

ويشغل إيبيش منصب باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وهو كاتب عمود أسبوعي في صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، كما أنه زميل معروف في فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين.

واعتبر إيبيش في مقاله أن تصوير دول المنطقة على أنها مقسمة إلى معسكرين: ائتلاف مؤيد لإيران، ومجموعة أكبر حجماً وأكبر معارضة لطموحات إيران، هو تصوير خاطئ؛ لأن هناك كتلة ثالثة مميزة ناشئة، ذات توجه إسلامي سني، بقيادة تركيا.

وأضاف أن أنقرة تتحول الآن إلى لاعب إقليمي رئيسي له أجندته الخاصة وطموحاته وإيديولوجيته وحلفاؤه.

وزعم أبيش إن تركيا انسحبت بعد انتهاء الحرب السورية فعليا من جبهة المعادين لإيران التي ضمت السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل والأردن، وبدأت في التركيز على احتواء "الميليشيات الكردية" (التنظيمات التي تعدّها تركيا موالية لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي) في شمال سوريا وإقامة شراكة مع روسيا وإيران. ولم تعد تنظر إلى إيران كعدو، بل كمنافس أو كشريك.

وأشار إلى أن الدور التركي في التحالف الجديد الذي تقوده تعزز بسبب المقاطعة الخليجية لقطر عام 2017، حيث اعتمدت قطر على تركيا التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في ذلك البلد  لدعمها للمقاطعة. كما دعمت كل من تركيا وقطر حركة الإخوان المسلمين السنية.

وقال إبيش إن إسرائيل ومعظم الدول العربية الموالية لأمريكا تنظر إلى توحيد هذا التحالف الذي تقوده تركيا بقلق لأنه يضعف المعسكر المناهض لإيران.

ووفقا لأبيش، فإن تركيا إذا تمكنت من التحول شرقا، فإنها قد تصبح قوة إقليمية طموحة ومهيمنة مثل إيران وأكثر فاعلية.

وأوضح بقوله أن تركيا لديها اقتصاد أكبر وتكنولوجيا أكثر تطورا وجيش أقوى من إيران، كما أنها لا تزال عضوًا في حلف شمال الأطلسي، "صحيح أنها ليست قوة تخريبية مثل إيران، ولكن يمكن أن تصبح كذلك، على المدى الطويل"، على حد زعمه.

ودعا إيبيش في ختام مقاله إدارة الرئيس ترامب إلى تغيير مواقفها من تركيا، بما في ذلك تطوير بدائل لقاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا وخفض التعاون والإمدادات العسكرية، لا سيما بالنظر إلى عزم تركيا "الاستفزازي" على شراء صواريخ إس 400 الروسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!