محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

أوضح السفير العراقي في أنقرة الدكتور حسين الخطيب أن زيارة رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي إلى أنقرة الرسمية ستؤدي إلى زيادة الثقة بين البلدين، كما أكدت الزيارة على عمق الروابط التي تجمع البلدين والشعبين العراقي والتركي، جاء ذلك خلال لقائي معه في أثناء تواجده مع الوفد القضائي العراقي برئاسة الأستاذ فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في مقر إقامته في أنقرة العاصمة، حيث وضح سعادته:

"الحقيقة أنها كانت زيارة مهمة جدا لأنها أول زيارة تفتح قنوات اتصال بين السلطات القضائية في البلدين، وكانت بدعوة من السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى التركي للسيد رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، والذي لبى الدعوة مصطحبا معه وفدا عالي المستوى جدا من رؤساء مجالس القضاء في شمال ووسط وجنوب العراق مع أعضاء من محكمة التمييز العليا وكانت الزيارة مثمرة جدا، لأنها فتحت آفاقًا متميزةً للتعاون في المستقبل في المجال القضائي وفي المجال القانوني.

وتمت مناقشة إمكانية عقد مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من المجالات التدريبية وغيرها وتبادل معلومات وتبادل خبرات وتبادل الزيارات، وكانت لقاءات مهمة شملت لقاء السيد وزير العدل التركي والسيد رئيس مجلس القضاء الأعلى والسيد المدعي العام التركي، واختتمت بلقاء مهم مع رئيس المحكمة الدستورية في تركيا، وفي كافة هذه اللقاءات تم التأكيد على عمق الروابط التي تجمع البلدين والشعبين العراقي والتركي، وقد أكد الجانبان على ذلك وهذا شي مفرح حيث يؤدي إلى زيادة الثقة بين البلدين وزيادة التعاون بينهما."

وقد سادت مشاعر أخوية وصريحة، وأعرب الجانب العراقي عن رغبته في الاستفادة من الخبرة التركية العريقة في مجال القضاء حيث اطلع بشكل دقيق على طبيعة هيكلية القضاء وطبيعة عمله وطبيعة العلاقة بين المؤسسات القضائية المختلفة التي ذكرناها، وقد وجد تشابه كبير بين النظام القضائي التركي والنظام القضائي العراقي.

كما تم التطرق إلى أمور مهمة تهم الجانبين وأهمها قضية الإرهاب وتبادل المحكومين بوثائق قضائية، إضافة إلى تبادل المعلومات وإمكانية النظر في تبادل السجناء، ورغم أن هذه القضية سياسية لكنها طرحت، وقد عبر الجانبان عن رغبتهم في أن تنظر السلطات في هذا الأمر، ومن المهم أن نؤكد أن هذه الزيارة فتحت بوادر صداقة وأخوة بين كبار القضاة في البلدين ومسؤولي البلدين وهذه تساهم بالتأكيد على تطوير العلاقات بين البلدين.

بالمجمل كانت الزيارة مثمرة جدا، وكانت فرصة مباركة وخطوة مستقبلية لتطوير العلاقات للبلدين في شتى المجالات القضائية..."

ويذكر أن وزير العدل التركي استقبل رئيس وأعضاء الوفد العراقي، حيث رحب بالوفد معبرا عن سروره لزيارة الوفد القضائي العراقي لتركيا واللقاء معه، مؤكدا على عمق العلاقات العراقية التركية التاريخية والأخوية، وأشار أيضا إلى أهمية هذه الزيارة، وبدوره شكر رئيس الوفد القضائي العراقي استقبال الوزير للوفد وأعرب عن خالص تقديره وشكره للحفاوة التي استقبل بها الوفد من قبل السيد الوزير وكذلك من قبل باقي المؤسسات القضائية التركية.

كما زار رئيس وأعضاء الوفد العراقي مبنى محكمة التمييز العليا التركية، والتقى الوفد بنائب رئيس محكمة التمييز العليا الذي رحب برئيس وأعضاء الوفد العراقي، معبرا عن سعادته لهذه الزيارة، وتم عرض فلم توثيقي يظهر آلية عمل محكمة التمييز العليا في تركيا.

وبعد ذلك زار رئيس وأعضاء الوفد القضائي العراقي ضريح مؤسس الجمهورية التركية أتاتورك، حيث تم وضع إكليل من الزهورعلى ضريحه، كما قام السيد رئيس الوفد العراقي بكتابة كلمة في سجل الزيارات لضريح مؤسس الجمهورية التركية. وفي اليوم التالي من الزيارة زار السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان صباح اليوم الثلاثاء الموافق 19 آذار/ مارس 2019 والوفد القضائي المرافق له المحكمة الدستورية في الجمهورية التركية.

وأوضح بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى أن "القاضي فائق زيدان والوفد القضائي المرافق له زاروا المحكمة الدستورية والتقوا برئيسها الدكتور زهدي أرسلان، ورافق الوفد سفير جمهورية العراق في أنقرة السيد حسين الخطيب".

وأضاف البيان أن "السيد رئيس المحكمة الدستورية أطلع الوفد القضائي على تشكيل المحكمة وقانونها وآلية عملها، لافتا إلى أن الطرفين ناقشا العلاقات القضائية المشتركة بين النظامين القضائيين".

وقد صرح رئيس مجلس القضاء الأعلى لبعض الصحف التركية والعراقية إبان الزيارة قائلًا: "تناول الوفد جملة من المواضيع كانت أهمها تطوير العلاقات القضائية بين البلدين وكذلك التعاون القضائي في الإجراءات المتبعة في سبيل التغلب على الآثار التي خلفتها سيطرة داعش الإرهابي على بعض المحافظات العراقية... كما تم الاتفاق على مذكرة تفاهم سيتم توقيعها عند زيارة رئيس الجمهورية التركية المرتقبة للعراق بين مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل التركية... وأيضا تم الاتفاق على التعاون بين المعهدين القضائيين العراقي والتركي والأكاديمية التركية لتدريب القضاة".

ومن الجدير بالذكر أن هناك توجها عاما من الجانبين العراقي والتركي لتطوير العلاقات الثنائية بينهما خدمة لمصلحة الشعبين، إضافة إلى وجود مساعي حقيقية لإزالة كافة العقبات التي تقف أمام تحقيق التقدم المنشود.

ويذكر أن السفارة العراقية في أنقرة كانت وما زالت تحتضن الكثير من النشاطات الثقافية والحلقات الدراسية للمختصين المسؤولين عن الشأن العراقي، والمراكز البحثية، وبحضور ممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدين في العاصمة أنقرة حول طبيعة العلاقات العلاقات التركية العراقية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس