محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يواصل دونالد ترامب، الذي انتخب رئيسًا للولايات المتحدة في غفلة من الشعب الأمريكي، مواقفه المهددة للاستقرار في العالم والشرق الأوسط المزعزع أصلًا. 

وكأن سعيه لتنفيذ انقلاب في فنزويلا علنًا لم يكفِ، أعلن الآن أنه حان الوقت للاعتراف بخضوع مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967 للسيادة الإسرائيلية. 

أزمة جديدة

أدانت كل البلدان التي تحترم القانون الدولي، والأمم المتحدة قرار ترامب هذا. 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي:

"إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص مرتفعات الجولان أمس، جر المنطقة إلى عتبة أزمة جديدة.

تخضع المرتفعات للاحتلال الإسرائيلي منذ 1967. أُجبر العرب ومعهم التركمان أيضًا في المنطقة على مغادرة أراضيهم. 

لا يعقل التزام الصمت إزاء مسألة بمثل هذه الدقة. لن نسمح، ولا يمكننا أن نسمح أبدًا بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان".

بومبيو في إسرائيل

انكشف واحد من الأسباب وراء موقف ترامب الذي يضرب بالقانون والأعراف الدبلوماسية بخصوص إسرائيل. 

وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو توجه إلى القدس من أجل المشاركة باحتفالات اليهود بعيد بوريم، وأجرت قناة "سي بي إن" المسيحية مقابلة معه. 

أشار مقدم البرنامج إلى الملكة إستر، التي يعتقد أنه جعلت كسرى الفرس أهاسويروس يتراجع عن مخطط لقتل اليهود، وطرح على بومبيو سؤال: "يحتفل اليهود اليوم في عيد بوريم بتخليص الملكة إستر اليهود من الهلاك، بمساعدة من الرب. هل يمكن أن يكون ترامب مرسل أيضًا من الرب، مثله مثل إستر، من أجل إنقاذ اليهود؟".

أجاب بومبيو عن السؤال المذكور بالقول: "بصفتي مسيحي أؤمن قطعًا بأن هذا ممكن". وأضاف أن ترامب "يمكن أن يكون مرسلًا من قبل الرب إلى الأرض كي يحمي إسرائيل من إيران".

تصاعد الاعتراضات

الأمم المتحدة  اعتبرت إعلان ترامب "حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان"، "لاغيًا".

بدوره، أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع القرار الرافض للاحتلال الإسرائيلي والداعي للالتزام بقرارات الأمم المتحدة. 

كما أعلن الاتحاد الأوروبي لأنه لن يعترف بقرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. 

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرمليسن ديمتري بيسكوف إن قرار ترامب سوف يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. 

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس