هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

يتوجه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو عقب الانتخابات المحلية مباشرة في 2 أبريل/ نيسان إلى الولايات المتحدة لعقد لقاء مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو.

وفي 8 أبريل يتوجه الرئيس رجب طيب طيب أردوغان إلى روسيا ليبحث قضايا هامة مع نظيره فلاديمير بوتين. من المؤكد أن صفقة أس-400 ستكون أهم مادة على أجندة اللقاءين.

تعتبر الولايات المتحدة إس-400 مشكلة أمنية بالنسبة لها وللناتو، وتضع شرطًا مسبقًا أمام تركيا، هو التراجع عن شراء المنظومة الروسية.

بحسب ما علمته من مصادري، قدمت واشنطن عرضها بخصوص بيع تركيا منظومة باتريوت وهي تقول إن أيًّا من أعضاء الناتو لم يحصل على عرض مثله.

قيمة العرض أعلى مرة ونصف من إس-400، وعلاوة على ذلك، مليار دولار مقدمًا. أما التسليم المبكر فكان الحل له توريد  بطاريات مصنوعة من أجل بلد آخر إلى تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول.

المهلة النهائية للعرض انتهت، فواشنطن حددت 18 فبراير/ شباط للحصول على رد من أنقرة من أجل تسليم المنظومة في أكتوبر.  

أعلنت أنقرة استعدادها لشراء باتريوت، مشيرة إلى وجود نواح يتوجب التفاوض بخصوصها. وأكدت أنها لا تقبل الشرط المسبق بشأن إلغاء صفقة إس-400. وبالتالي قرر الطرفان مواصلة المفاوضات.

هناك معلومة جديدة تتداولها كواليس أنقرة، وهي أن واشنطن أجرت تعديلًا على عرضها بخصوص منظومة باتريوت، غير أنها لم تبلغ الجانب التركي بعد.

يقول المسؤولون الذين تحدثت معهم إن واشنطن تتحدث عن عرض معدّل، إلا أنهم لم يستلموه بعد. ويشيرون إلى أنه حتى في حال حل المشاكل العالقة فإن عرض تسليم باتريوت في أكتوبر لم يعد ساريًا، ولهذا فإن التسليم لن يكون ممكنًأ إلا في 2024.

 سيكون "الشرط المسبق" أهم نقطة بالنسبة لأنقرة في المفاوضات التي ستجري مع المسؤولين الأمريكيين عقب الانتخابات. تقول مصادري: "إذا أصر الأميركان على طرح شرطهم المسبق بإلغاء صفقة إس-400، لن يمكننا التقدم في المفاوضات".

ترفض أنقرة لغة التهديد والابتزاز، حيث من المحتمل لجوء واشنطن، في حال نشر تركيا صواريخ إس-400 على أراضيها، إلى إخراجها من برنامج تصنيع مقاتلات إف-35 وعدم تسليمها المقاتلات المتفق عليها.

تعتقد تركيا أن بإمكانها اللجوء إلى السبل القانونية في هذا الخصوص. هناك أمر آخر، وهو لجوء واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات "كاتسا".

إذا نظرنا للسيناريو السلبي، تعتقد تركيا أن بإمكانها التعامل مع القرارات التي ستتمخض عنها المفاوضات المزمع إجراؤها مع الولايات المتحدة.

سنرى كيف ستتطور الأمور عقب الانتخابات. لكن الاتصالات بين الرئيسين أردوغان وترامب خلال هذه الفترة تتمتع بأهمية قصوى.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس