ترك برس

تتميز "مكتبة الخليفة عبد المجيد أفندي" بإسطنبول، عن سواها من المكتبات الأخرى، في أنها لا تقدم لزوارها المعرفة فقط، بل كانت ذات يوم شاهدة على  حدث بارز وفاصل ربما كان نقطة تحول حينذاك.

وتضم المكتبة الواقعة في قصر "دولمة بهتشة"، بالشطر الأوروبي للمدينة التركية، أكثر من 14 ألف أثر جمعها الخليفة عبد المجيد الثاني، آخر خلفاء الإمبراطورية العثمانية، من أماكن شتى داخل وخارج تركيا.

وإلى جانب احتوائها على مصادر علمية وكتب نادرة، شهدت المكتبة لحظات تبليغ الخليفة عبد المجيد قرار البرلمان التركي آنذاك، بإلغاء الخلافة رسمياً، ونفيه مع أفراد أسرته خارج الأراضي التركية.

واستقبل الخليفة عبد المجيد مساء الثالث من مارس/آذار 1924، والي إسطنبول آنذاك، حيدر بيك، الذي أبلغه بدوره قرار إلغاء الخلافة العثمانية رسمياً، ووجوب خروجه من الأراضي التركية خلال ساعة ونصف من استلامه القرار.

ولم يتمكن الخليفة عبد المجيد، خلال تلك المدة القصيرة، من جمع كافة مقتنياته الشخصية وكتبه التي في المكتبة، فكان أن اصطحب معه بعضها، فيما نسي دفتره المصرفي ودفتر الشيك، اللذان يُعرضان حالياً في المكتبة.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن عدنان غايهان، نائب رئيس إدارة القصور الوطنية، قوله إن المكتبة تضم أكثر من 14 ألف أثر في مجالات مختلفة، بينها صحف تعود للفترة التي عاش فيها، وغيرها من المقتنيات التاريخية.

وأضاف أن عبد المجيد أفندي شكّل مكتبته الخاصة عبر جمع الكتب والآثار العلمية الأخرى من أماكن مختلفة داخل وخارج تركيا، ولا تقتصر لغات الكتب والآثار هذه على التركية والعثمانية فقط، بل فيها مصادر باللغات الفرنسية والعربية والفارسية.

وعبد المجيد أفندي أو "عبد المجيد الثاني"؛ هو ابن السلطان "عبد العزيز اﻷول"، ولد بإسطنبول في 29 مايو/ أيار 1868.

تولى الخلافة العثمانية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 1922، وخلع من منصبه في 3 مارس/ آذار 1924، ونفي إثر ذلك مع 150 أمير وأميرة عثمانيين وأحفادهم خارج الأراضي التركية، بموجب قرار البرلمان التركي آنذاك.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!