نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأ تنظيم "بي كي كي" الإرهابي التحرك من جديد، وهناك مؤشرات جدية على أن الصيف القادم سيكون ساخنًا.

تعتبر تنظيمات من أمثال "بي كي كي" الأحداث الهامة في الداخل والخارج والتي تؤثر على المجتمع برمته، بمثابة فرصة يتوجب انتهازها، كالتطورات الاقتصادية ومسألة اللاجئين والحرب الدعائية حول انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول والانتخابات المحلية. 

المشهد في الخارج لا يختلف كثيرا. الأمور تتعقد بالنسبة لتركيا في سوريا يومًا بعد يوم. مع تغير الموسم تتزايد هجمات روسيا والنظام في إدلب. بدأ المدنيون النزوح باتجاه الحدود. القوات التركية عرضة للأخطار في منطقة تدهور الوضع الأمني فيها. وعين روسيا على صفقة إس-400. 

هناك قائمة طويلة من المشاكل بيننا وبين الولايات المتحدة، تبحث عن حل. في طليعتها مفاوضات المنطقة الآمنة في شرق الفرات والموقف من تنظيم غولن وفنزويلا والعلاقات مع روسيا والعقوبات على إيران والتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط والإخوان المسلمون.

بيد أن المشكلة الأبرز هي صفقة منظومة إس-400 الدفاعية وإعلان الولايات المتحدة عدم إمكانية تسليم مقاتلات إف-35 بسببها.

لا يقتصر التنافس على المجال الدبلوماسي فحسب، يبدو أن روسيا والغرب وجزء من العالم العربي دخلوا في "حرب دعاية/ معلومات" بلا هوادة للتأثير على الرأي العام التركي.

مع تعقد المشهد بهذا الشكل، ليس من المفاجئ تحرك تنظيم "بي كي كي" لعدم إضاعة هذه الفرصة. ويبدو أن التنظيم تشجع مع الدعم الذي يأمل بكسبه من الخارج، والمزايا التي يوفرها الجو المتوتر في الداخل.

لهذا، من غير الممكن النظر إلى الاشتباكات المتزايدة بين التنظيم وقوات الأمن في الأيام الماضية وأخبار سقوط عناصر من الجيش فيها، بمعزل عن هذه التطورات.

بينما يحافظ "بي كي كي" على صمته في شرق الفرات، موضوع المحادثات بين أنقرة وواشنطن، يقدم على تحركات في كل المناطق الأخرى. ومن الواضح أن عملياته ستتزايد في الأشهر القادمة حيث ستوفر له الظروف الموسمية إمكانية التحرك والاختباء في الأراضي المكشوفة.

وبذلك يعزز نفوذه الاجتماعي على السكان المدنيين في المنطقة من جهة، بينما يسعى لتشكيل رأي عام يمارس ضغطًا على الحكومة في المناطق الغربية، من جهة أخرى. ولهذا يستغل قدراته وخبراته التقنية التي اكتسبها في سوريا، والفوضى القائمة في البلد المذكور.

يتعين على السلطة السياسية في أنقرة أن تتناول هذا المشهد ككل. فتركيا تملك الخبرة الكافية بخصوص مكافحة الإرهاب عمومًا وبي كي كي" خصوصًا.

لكن لا بد من النظر إلى مسألة "بي كي كي" نظرة إدارية عالمية إقليمية شاملة، وتحديد الأولويات بشكل صحيح، والتنسيق بشكل جيد. وينبغي عدم النسيان بأن طبيعة المسألة تغيرت.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس