ترك برس

أشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات "إف-35" التي استلمت تركيا عددًا منها وكانت تستعد لنقلها إلى أراضيها في الأسابيع القادمة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات إف-35 توقف على نحو أسرع من المتوقع في قاعدة جوية أمريكية بولاية أريزونا.

وذكرت رويترز أن ذلك يأتي في الوقت الذي تنهي فيه الولايات المتحدة مشاركة أنقرة في برنامج الطائرة المقاتلة المتقدمة بسبب خطط تركيا شراء نظام دفاع جوي روسي.

وتقول الولايات المتحدة إن وقف التدريب بقاعدة لوك الجوية والذي كانت رويترز أول من تحدث عنه يجيء بعد بضعة أيام من قول وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شاناهان لنظيره التركي إن بإمكان الطيارين الأتراك الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة أن يبقوا بها حتى نهاية يوليو تموز. وكان من شأن ذلك أن يتيح وقتا لمزيد من التدريب وأيضا لتركيا كي تعيد التفكير في خططها.

وقال اللفتنانت كولونيل مايك آندروز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للوكالة، "الوزارة على علم بأن الطيارين الأتراك في قاعدة لوك الجوية لن يحلقوا".

وأضاف "ما لم يحدث تغيير في السياسة التركية، فسنواصل العمل عن كثب مع حليفنا التركي بشأن إنهاء مشاركته في برنامج المقاتلات إف-35".

وصرح مسؤول أمريكي ثان للوكالة شريطة عدم ذكر اسمه بأن قائدا في قاعدة لوك قرر الأسبوع الماضي وقف تدريب الطيارين الأتراك وطواقم الصيانة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقال المسؤول إن هناك جوانب مستمرة من تدريب طواقم الصيانة التركية في قاعدة إجلين الجوية في فلوريدا.

ويقول خبراء إنه إذا حدث وتم استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات الإف-35 فسيكون هذا واحدا من أكبر الشقاقات في العلاقة مع الولايات المتحدة في التاريخ الحديث.

غير أن التوتر في العلاقات الأمريكية التركية يتجاوز بالفعل مقاتلات الإف-35 لما هو أبعد، فهناك على سبيل المثال تضارب الاستراتيجية المتعلقة بسوريا وكذلك العقوبات على إيران واحتجاز عاملين بالقنصلية الأمريكية في تركيا.

ويبدو أن تركيا ماضية في شراء منظومة إس-400 غير مكترثة بالتحذيرات الأمريكية. إذ قال الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إنه "ما من مجال" لأن تنسحب تركيا من اتفاقها مع موسكو.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في 22 مايو/أيار إن عسكريين أتراكا يتلقون تدريبا في روسيا على استخدام الإس-400 وإن عسكريين روسا قد يذهبون إلى تركيا.

في السياق، قال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية يوم الاثنين إن الولايات المتحدة لم تتحرك بعد لتشكيل مجموعة عمل مشتركة لتقييم مخاوفها بشأن شراء تركيا منظومة إس-400 الدفاعية الروسية.

وقال إسماعيل دمير رئيس المؤسسة في تصريح للصحفيين بالعاصمة أنقرة إن بلاده مستعدة لبحث المخاوف الأمريكية.

وأوضح "إذا كان مصدر القلق (مسألة) فنية ترتبط بنشر إس-400 في تركيا، فقد قلنا مرارا إننا مستعدون لبحث ذلك".

وأضاف دمير "لكن الطرف الآخر (الولايات المتحدة) لم يتخذ أي خطوات لتشكيل الفريق الفني وبحث الأمر". وقال إن وزارة الدفاع ومؤسسته تجهزان لإرسال رد في أقرب وقت.

ومع رفض تركيا للتحذيرات الأمريكية وقولها إن إس-400 "صفقة لا رجوع عنها"، قالت واشنطن إن المناقشات جارية مع أنقرة بشأن إمكانية شرائها منظومة صواريخ باتريوت المنافسة لإس-400 التي تنتجها شركة ريثيون الأمريكية.

وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية، ينص مشروع الميزانية العسكرية الأمريكية على حظر توريد مقاتلات F-35 لتركيا في حال إتمام أنقرة صفقة صواريخ "إس-400" المضادة للأهداف الجوية مع روسيا.

ضمن مشروع الميزانية العسكرية المقدم من السيناتور آدم سميث رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، فرض حظر على تزويد تركيا بمقاتلات F-35 إذا ما مضت قدما في تسلم أنظمة الدفاع الجوي الروسية.  

ويؤكد مشروع الميزانية، على أنه سيتم فرض حظر كامل على توريد F-35 والمواد ذات الصلة إذا ما أصبح " تحت تصرف تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي "إس-400". وفق وكالة (RT).

وفي الوقت نفسه، يذكر مشروع الميزانية أن هذا الحظر يمكن رفعه إذا حصلت تركيا على أنظمة "إس-400"، "ثم تخلت عنها، وعن جميع المعدات والمواد والأفراد" المرتبطين بنظام الدفاع الجوي الروسي، وكذلك "مع توفر ضمانات موثوقة بأن أنقرة لن تمتلك هذه الأنظمة الروسية في المستقبل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!