ترك برس – الأناضول

يكشف فيلم "الوطن غال" معاناة تركمان اللاذقية، جراء انتقام النظام السوري العنيف لمن يخرج عن طاعته، ويقف في وجهه، فقصف منطقة "باير بوجاق"، ولا يزال على مدار أكثر من عامين، بمختلف أنواع الأسلحة برًا، وجواً، وبحراً.

ويتناول الفيلم الذي صور قبل عام، ونشر حديثًا عبر الإنترنت، مأساة التأقلم مع الحياة، في ظل ظروف قاسية، أعاد النظام معها الحياة إلى عصورها البدائية، وكلّف سكان المنطقة من التركمان مثل غيرهم من باقي المكونات، تبعات حراكهم الشعبي، والرد على مطالبهم بالحديد والنار، بمختلف أنواع الأسلحة والوسائل.

وقام بتصوير الفيلم الشاب السوري التركماني "باسل أربر"، وهو طالب علاقات عامة في جامعة أنقرة، جسد حياة القرويين التركمان البسطاء، تحت وقع صوت تساقط القذائف، وفقدان مقومات الحياة، ليخبزوا على التنور خبزهم، معتمدين على الحطب لإشعال النار، ويجلبون المياه من الآبار.

ويروي العم "أبو صلاح"، والخالة "فاطمة" من خلال الفيلم، تفاصيل حياتهم اليومية الاعتيادية، بعد أن تغيرت الأحوال، وطرأت عليهم ظروف جديدة جعلتهم يعودون عقود للوراء، معتمدين على قواهم الذاتية في الاستمرار بالحياة، رغم تقدمهم بالعمر، حيث أن أولادهم الثمانية اضطروا للابتعاد عنهم، ولا يستطيعون العودة إلى القرية.

وفي نفس الفيلم، يقول العم أبو صلاح إن "200 عائلة غادرت الجبال الخضراء التي كانت تعج بالحياة، ومن بينهم 8 من أبنائهم، ولم يبق في قرية "بونجوقلو"، إلا هو وزوجته، يتدبران قوت يومهما وحدهما، مشددًا أنهما يستطيعان تأمين حاجاتهما من طعام، وشراب والتى يأتي جزء منها كمساعدات، إلا أن روحاهما تعبتا جراء ما حدث ويحدث".

ويجيب العم على سؤال لماذا لاترحل ؟ الذي يتعرض له في كل مرة من قبل موزعي المساعدات، بصمود وتحدي بأن (الوطن غالٍ) وجميل، ولا يمكن أن يتركه أبدًا، في وقت فر منه كثيرون".

وأفاد مخرج وكاتب ومصور الفيلم باسل، في تصريحات للأناضول أن "قصة الفيلم بدأت من واجب مساعدة الشعب السوري عمومًا، والتركماني المظلوم خصوصًا، وذلك من قبل نظام الأسد، فالتركمان مهمشون، لذا فكر كثيرًا كيف يمكنه مساعدتهم، وبما أنه لا يستطيع حمل السلاح، ولا يقدر على العمل في المجال الطبي، أو في مجال السياسة ففكر فى القيام بالتصوير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!