ترك برس 

وصف ميخائيل هراري، السفير الإسرائيلي السابق في قبرص، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا بأنه تحد لحلفاء إسرائيل في شرق البحر المتوسط، داعيا القيادة الإسرائيلية إلى دعم حلفائها، مع عدم الدخول في الوقت نفسه في مواجهة مع أنقرة. 

وفي مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" كتب هراري الذي يعمل باحثا في "معهد الدراسات الإقليمية" (ميتفيفم) إن الاتفاقيات التركية الليبية، وخاصة المتعلقة بترسيم الحدود البحرية صيغت لتحدي التحالف المعادي لتركيا الذي ظهر في السنوات الأخيرة، ويشمل حاليًا تعاونًا ملموسًا متعلقًا بالطاقة.

وأضاف أن الاتفاقيات تهدف، كما صرح الرئيس رجب طيب أردوغان بوضوح، إلى التأكيد على إصرار تركيا على الحفاظ حقوقها في المنطقة. كما تسعى تركيا أيضًا إلى توصيل رسالتها عن طريق الحفر في المياه الاقتصادية القبرصية.

وأشار إلى أن التحركات التركية تتوجه بشكل رئيسي إلى اليونان وقبرص (حول تفسير المياه الاقتصادية)، وكذلك مصر التي دخلت في خلاف عميق مع تركيا منذ تولي السيسي السلطة.

ووفقا لهراري، فإن إسرائيل تنظر أيضًا إلى الاتفاقيات على أنها تدابير تمثل تحديا تركيا، كما عبر عنها اردوغان بقوله بأن إسرائيل واليونان وقبرص ومصر لن تكون قادرة على القيام بأي تحرك في حوض شرق المتوسط ​​دون موافقة تركية.

ولفت إلى أن الخطوة التركية تشكل تحديا إضافيا للخطط الطموحة لخط أنابيب الغاز من إسرائيل إلى أوروبا والتي سيتعين عليها الآن المرور عبر المياه الاقتصادية الإقليمية التي تطالب بها تركيا، ولذلك اتخذت إسرائيل على الفور موقفًا يدعم اليونان.

ويذكر هراري أن إسرائيل على الرغم من أنها تصر على أن تحالفاتها الإقليمية ليست موجهة ضد أي بلد، فإن حادثة تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بين سفينة أبحاث إسرائيلية وسفن تابعة للبحرية التركية، إلى جانب استدعاء كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية بسبب الاتفاقية التركية الليبية، قد دفعت التورط الإسرائيلي إلى الأمام وأرغمت إسرائيل على التفكير في رد فعل أكثر مباشرة تجاه أنقرة.

ولكنه الأسبق توقع حدوث نشاط دبلوماسي مكثف يهدف إلى ضمان ألا تؤدي الاتفاقات التركية الليبية إلى تفاقم العلاقات في المنطقة، التي تتعرض بالفعل لخطر التصعيد، والوضع على الأرض في ليبيا.

ولفت في هذا الصدد إلى تحركات روسيا والتي ستكون مثيرة للاهتمام بالنظر إلى علاقاتها المعقدة والمتناقضة في كثير من الأحيان مع الجانبين في ليبيا، على الرغم من أنها ترى أن الساحة السورية حيث تربطها علاقات وثيقة مع تركيا أكثر أهمية.

كما نصح هراري بأن تلتزم تل أبيب بالعلاقة الإقليمية التي تم بناؤها بشق الأنفس في السنوات الأخيرة، بنجاح كبير، ودعم موقف حلفائها في شرق البحر المتوسط. 

وأردف أن موقف إسرائيل العام الذي يتجنب تسليط الضوء على مواجهة لنقرة، يترك لها مساحة كافية  كافياً للمناورة في الظروف الحالية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!