خاص ترك برس

قُبة الصخرة من الشرق وبجانبها قُبة السلسلة.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

لقد أدهشت قُبة الصخرة كبار المؤرخين والمهندسين ممّا دعا المستشرق "ماكس فان برشيم" إلى أن يقول: "إن ذلك راجع إلى مُخطّطها البسيط الواضح وإلى التناسق في خطوط عمارتها".

أمّا العالِم الفرنسي "كولفان" فيقول إنّ تخطيط القُبّة الدّقيق جدًا أعطى انسجامًا كاملًا وتوازنًا في الكتلة المعمارية، وقد حوت القُبّة أكثر من 16 مليون قطعة فسيفسائية، وهي من النّوع المكوّن من فصوص الزّجاج الملوّن والمُفضّض بعضه والمُذهّب.

وتتألف من مواضيع هندسية ونباتية متنوّعة، وثم كُسِيت القُبّة من الخارج بصفائح الرصاص، وهناك سلم حديدي يربط بين القُبّة وسطح المُثمّن فيها، وأمام بوابتها الشرقية وعلى بُعد 3 أمتار تنتصب قبّة السلسلة، والّتي تُعد أول مبنى تم تشييده في ساحات المسجد الأقصى، على يد الخليفة عبد الملك بن مروان في عام 685 للميلاد، وجدّدها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس سنة 1261م.

تقوم القُبّة على أحد عشر عمودًا رُخاميًا فيها مِحراب في جنوبها، وهي آية في الجمال والإبداع، بُنِيت كنموذج مُصغّر لقبّة الصخرة قبل بناء قُبّة الصخرة، واستُخدِمت كمستودع للتبرعات الّتي قُدِّمت لبناء قُبّة الصخرة، وكُسيت بالزخرفة القاشانيّة في زمن السلطان سليمان القانوني، ثم تعرضت للعديد من الترميمات.

وفي عام 2012، قامت الحكومة التركية بكِسوة القُبّة من جديد بالقاشاني ممّا حافظ على هذا المعلم الخالد.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

لم تكُن الهندسة والعناصر المعمارية وحدها مصدرًا للجمال الغني والإعجاب بقبّة الصخرة، فقد أُضيفت إليها كسوة الجدران الخارجية والداخلية واستبدال الفسيفساء بألواح الرّخام، والقاشاني، وذلك في عهد السّلطان سليمان القانوني في عام 1546م.

وجُدِّدت خلال هذه الأعمال أيضًا شبابيك النّوافذ الأربعين بالخزف، وصُفِّحت الأبواب بالنّحاس، وتم كسوة القبة بالقاشاني وكتابة سورة "يس" كاملة على مثمن القبة الخارجي وكُتِب اسم السلطان عبد الحميد العثماني، ووُضِعت طرّة عثمانية عند إتمام التّرميم على واجهة المُثمّن الجنوبي بجانب البوابة الجنوبية لقبّة الصّخرة.


* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!