ترك برس

تتباين آراء الخبراء والمحللين بشأن موقف مصر من التدخل العسكري التركي المحتمل في ليبيا، وسط اتصالات مكثفة تجريها قيادات هذا البلد مع الدول الغربية، وخاصة تلك التي تعارض خطوات تركيا.

ويقول الأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات خليل العناني إن اتصالات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع العديد من زعماء العالم حول الملف الليبي لها هدفان رئيسيان: أولهما التأكيد على دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر لكونه يحارب الإرهاب، والثاني محاولة حشد الضغط ضد تركيا من قبل الدول الكبرى لإيقاف إرسال جنودها إلى ليبيا.

وأضاف العناني في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، أن السيسي يعيش حالة خوف من انقلاب الموازين إذا تدخلت تركيا، كما يرى أن تدخلها يعني تهديدا للأمن القومي المصري.

من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن وليام لورانس إن الهدف الرئيسي لواشنطن هو القضاء على الإرهاب في ليبيا، وكانت في فترة ما تهتم بالنفط الليبي، لكنها غضت الطرف بعد ذلك، حتى جاء التدخل الروسي من خلال مرتزقة شركة "فاغنر"، مؤكدا أن إرسال تركيا لقواتها مطلع يناير/كانون الثاني المقبل دفع بالسيسي إلى إجراء العديد من الاتصالات لوقفها.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي صلاح الشلوي إن حكومة الوفاق الليبية طلبت من العديد من الدول تقديم الدعم لها ولم تطلبه من تركيا فقط، لكن الأكثر استجابة لهذا الوضع كان الطرف التركي، مشيرا إلى وجود حالة من الاستياء داخل حلف الناتو من عودة الوجود الروسي في الشمال الأفريقي.

وأضاف الشلوي أن حكومة الوفاق اتخذت عدة خطوات منذ زيارتها لواشنطن، بدأت بتصحيح الصورة لديهم بأن الحرب على طرابلس ليست ضد الإرهاب. كما ترافق مع الزيارة تحرك دبلوماسي ليبي لترميم علاقة ليبيا بالعديد من الدول، خصوصا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وحول الاتصالات المتعددة للسيسي، يرى العناني أن القاهرة تحاول وقف التدخل العسكري التركي لأنه سيقلب الموازين، كما يحاول التمهيد للحل السياسي من خلال المؤتمر المزمع إقامته في برلين خلال الأشهر القادمة، مضيفا أن ما يتم في الوقت الحالي هو أن كل طرف يطلب الدعم ليسيطر على أكبر رقعة في الأرض من أجل فرض الشروط في المفاوضات.

ويعتقد لورانس أن اتصال السيسي بالرئيس الأميركي تضمن الحديث بشأن المسار السياسي، أما اتصاله بالرئيس الروسي فتضمن الحديث عن شرعية حكومة الوفاق الليبية وشرعية التدخل التركي، ومناقشة دعم حفتر. ويرى أن الهدف الحقيقي للسيسي هو محاربة الحكومة الشرعية في طرابلس وإيقاف التدخل التركي.

من جهته، يرى الشلوي أن المجتمع الدولي يريد حلا في ليبيا، وقد رعى في السابق مؤتمر الصخيرات، ودائما ما يدعو للعودة إليه، مؤكدا أن المجتمع الغربي لا يدعم حفتر، ورافضا في الوقت ذاته ما يدعيه حفتر وحلفاؤه من أن الحرب في طرابلس ضد الإرهاب. كما يرى أن تركيا وليبيا يفترض أنهما شرحتا للإدارة الأميركية أسباب التدخل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!