ترك برس

يخصص المتقاعد التركي أكرم غوتش، البالغ من العمر 60 عامًا، جزءًا كبيرًا من وقته ومخصصاته المالية لتغذية القطط والكلاب الضالة في شوارع مدينة أنطاليا جنوب تركيا.

بعد تقاعده جعل أكرم إطعام الحيوانات في الشوارع عملًا رئيسيًا في حياته، بدأه بإطعام 15 قطة في منزله، ثم توسع ليطعم حيوانات الشوارع الذين تجاوز عددهم 100 من القطط والكلاب، الذين ينفق عليهم نصف معاشه التقاعدي تقريبًا.

ومنذ عشر سنوات، يخرج أكرم من بيته في ساعات الصباح الباكرة ويبدأ صباحه بالتسوق من المتاجر، فيشتري الكبد من الجزارين لأجل القطط، والدجاج المقلي من التجار لأجل الكلاب، ليتجه بعدها إلى المناطق التي يغذي فيها الحيوانات ويناديها لتأكل، وهذا يكاد يكون عمله الرئيسي في الحياة.

وفي حديث لأحد الصحفيين، تحدث أكرم عن فرط حساسيته تجاه حيوانات الشوارع قائلًا: “شعوري تجاههم غريب، فأنا أشعر أن من واجبي إطعامهم”، ويضيف: “أطعم 90 قطة في 4 أماكن مختلفة، وحيثما رأيت قططًا أو كلابًا فإنّني أقوم بإطعامهم، فأنا لا أريدهم أن يشعروا بالجوع حتى في الطقس الممطر”.

يبلغ معاش أكرم 2250 ليرة، وتتراوح تكلفة إطعام الحيوانات في اليوم الواحد بين 30 و35 ليرة تركية (تعادل قرابة 6 دولارات). ورغم أن ذلك يشكل حملًا ماليًا عليه، إلا أنه يؤكد أن المال ليس من أولوياته، ويقول: “أفعل ذلك من كل قلبي، ولا أفكر بالمال. الحيوانات في المرتبة الأولى، والمال في مرتبة تالية. وأنا أصرف نصف معاشي لمن أحب”.

أما بخصوص طعام الحيوانات، يقول أكرم: “أطعم القطط الكبدة، وأطعم الكلاب الدجاج المقلى. هناك قطط لا تحب أكل الكبد، فأحضر لها غذاءها الخاص رغم أن الكبد أكثر فائدة لها من أي غذاء آخر. في كل يوم يأتون قبل ساعة وينتظرونني، فليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.

يحث أكرم الجميع على أن فعل الخير وتقديم يد العون، ويقول: “لن يأخذ أحد شيئًا معه عندما يغادر هذا العالم إلى العالم الآخر. علينا أن نكون أذكياء، ومهما عشنا في هذه الدنيا، يتوجب علينا أن نعرف حق هذه الحيوانات”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!