ترك برس

أعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أمس الثلاثاء، أن رؤساء كل من تركيا وروسيا وصربيا وبلغاريا، سيشاركون الأربعاء، في مراسم افتتاح خط أنابيب السيل التركي في مدينة إسطنبول.

وأضافت في بيان لها أن كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظرائه الروسي فلاديمير بوتين، والصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، سيشاركون في مراسم افتتاح خط أنابيب "السيل" التركي.

ويعد مشروع "السيل التركي" من أبرز وأهم المشاريع المشتركة بين تركيا وروسيا، حيث تجاوز الجانبان كثيراً من محطات الخلاف في سبيل خروج هذا المشروع العملاق إلى النور.

ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الثلاثاء إلى إسطنبول، استعداداً للمشاركة في افتتاح المشروع.

والسيل التركي، مشروع اقتصادي عملاق مشترك بين موسكو وأنقرة، يقوم على نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى كل من تركيا ودول جنوب وشرق أوروبا عبر أنابيب ناقلة تمر من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية.

ويتكون المشروع من خطي أنابيب يبلغ طول الأول 930 كيلومتراً ويعبر قاع البحر الأسود وهو مخصص لنقل الغاز إلى تركيا، أما الثاني والذي يبلغ طوله 180 كيلومتراً فيخترق الأراضي التركية إلى حدودها الغربية وهو مخصص لنقل الغاز إلى الجوار الأوروبي، بحسب تقرير لموقع "الجزيرة نت" حول المشروع.

وتبلغ قدرة "السيل التركي" الإجمالية 31.5 مليار متر مكعب سنويا، وسيغطي احتياجات دول شرق وجنوب أوروبا بالكامل من الغاز.

الإعلان رسمياً عن إطلاق المشروع كان في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014، حيث أعلنت أنقرة رسمياً تبنيها للمشروع وأطلقت عليه اسم "السيل التركي" في 11 من ذات الشهر.

لاحقاً تعثر المشروع بعد توتر شاب العلاقات بين البلدين إثر إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية من طراز سوخوي 24 فوق الأراضي التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ليتم إحياؤه فيما بعد خلال زيارة أردوغان لموسكو، وتحقيق المصالحة التركية الروسية في أغسطس/آب 2016.

إثر ذلك بدأ العمل مجدداً في المشروع خلال مايو/أيار 2017، واكتمل في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

ظهور "السيل التركي" جاء بديلاً عن مشروع سابق لم ير النور هو "خط الجنوب" حيث ضغط الاتحاد الأوروبي على بلغاريا لعدم الانخراط فيه، في ظل تنامي الرغبة الروسية بتقليص دور أوكرانيا كممر للغاز الروسي إلى أوروبا عقب أزمة نشبت بين البلدين منذ عام 2009.

النسخة الأولى من مشروع "السيل التركي" كان يتكون من أربعة أنابيب من الغاز بقدرة نقل إجمالية تصل إلى 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً وبواقع 15.75 مليارا لكل أنبوب، على أن تحصل أنقرة على 14 مليارا سنوياً، وتخصص 49 مليارا للتصدير إلى أوروبا.

وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أعلنت روسيا رسمياً أنها اتفقت مع تركيا على تقليص قدرات مشروع سيل الغاز واختزالها إلى النصف تقريباً، بحيث يتكون المشروع من خطين للنقل بطاقة 31.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وفيما يخص توزيع حصص الغاز الروسي، فإن تركيا تحصل على 15.75 مليار متر مكعب منه، فيما يصدّر 15.25 مليار متر مكعب منه إلى دول جنوب وشرق أوروبا.

ويبلغ إجمالي طوال الخط  1160 كيلومتراً، 930 كيلومترا تحت قاع البحر الأسود، و180 كيلومترا في البر التركي، فضلاً عن  50 كيلومترا في البر الروسي، بقيمة استثمارية تعادل 11.4 مليار يورو (قرابة 12.9 مليار دولار).

وحول جدوى المشروع بالنسبة لتركيا، فإنه يوفّر 53% من احتياجاتها للغاز الطبيعي، إلى جانب تحويلها إلى مركز لتجارة الغاز باعتبارها أرض الأنابيب الناقلة له، ومن المقرر أن تحصل تركيا على الغاز، عبر سحب حصتها من أنابيب الغاز المارة في أراضيها "تاناب" بشكل مباشر،و سيتم تجميع حصة التصدير إلى أوروبا في مخازن عملاقة تم إنشاؤها على الحدود التركية مع بلغاريا.

كما ستقوم تركيا باقتطاع عمولة جيدة من سعر الغاز المتدفق إلى أوروبا عبر أراضيها.

ووفقا لخبراء اقتصاديين أتراك فإن أنقرة تريد فرض نفسها كقوة في سوق الطاقة رغم أنها ليست بلدا منتجا لها، وذلك عن طريق تجميع خطوط الإمداد في أراضيها لتصبح ممرا إستراتيجيا للغاز والنفط.

ولتحقيق ذلك، تعمل تركيا على بناء حوض ضخم من الغاز عبر ربط خطوط الأناضول وجنوب القوقاز والبحر الأدرياتيكي المارة من أراضيها ببعضها البعض.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!