هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما أتحدث عن الشرق الأوسط استخدم أحيانًا جملًا من قبيل "هناك مرحلة تنتهي في المنطقة، علينا أن نكون مستعدين"..

وتتساءلون:

أي مرحلة؟ كيف ولماذا تنتهي؟

يمكنني البدء بالحديث من النقطة الأحدث والأبرز، دون العودة إلى الربيع العربي..

***

يوليو/ تموز 2015  موسكو

دُعي جنرال إيراني بناء على طلب خاص من بوتين للاجتماع مع نظرائه الروس وخبراء من وزارة الخارجية. 

فتح الجنرال خريطة كبيرة لسوريا على طاولة الاجتماع، وقال إن الأمور ستفلت من زمامها إن لم توحد روسيا وإيران قواهما. وذكر الخطوات الواجب الإقدام عليها من أجل وقف تقدم المعارضة ضد النظام السوري. 

اقتنع الروس بكلام الجنرال الإيراني. 

وفي أكتوبر/ تشرين الأول أطلقت روسيا أولًا غارات جوية ضد المعارضة، ثم اتبعتها بحشد قوات عسكرية برية.

نعم، أصبتم.. من أقنع روسيا بالتدخل في سوريا هو قاسم سليماني.

***

ليس اغتيال سليماني حملة بسيطة من ترامب على صعيد السياسة الداخلية في الولايات المتحدة. إنما هو مؤشر عميق على تحرك لإنهاء مرحلة. 

بطبيعة الحال أبدت روسيا ردًّا شديدًا، لكن إذا وضعنا في الاعتبار انزعاج موسكو الصريح منذ عام من الوجود الإيراني في دمشق.. وإذا أضفنا إلى ذلك حقيقة سعي روحاني وطاقمه للتخلص من ضغوط الحرس الثوري منذ مدة طويلة..

عندها يظهر المشهد واضحًا..

يجري إغلاق دفتر الأحداث بين عامي 2010 و2020 في الشرق الأوسط على نحو خفي.  

***

لكن ما هي العوامل التي ستحدد ملامح المرحلة الجديدة؟

هناك عاملان هامّان..

الأول هو الصراع على الغاز الطبيعي في شرق المتوسط.

والثاني هو الصين، الفاعل الجديد في  المنطقة.

نعيش حياتنا بسرعة وننسى سريعًا.

فالأمور بدأت تتطور في سبتمبر/ أيلول الماضي. 

زار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الصين، وعند عودته أدلى بتصريح قال فيه: "قمنا بتحديث اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المبرمة لـ25 عامًا مع الصين. تشمل الاتفاقية استثمارات صينية في بلادنا بقيمة 400 مليار دولار. سيكون تحديث بنيتنا التحتية للطاقة والصناعة في المقام الأول".

أما تصريح ظريف بأن "الصين سوف ترسل خمسة آلاف جندي من أجل حماية منشآتنا الخاصة بالصناعات البتروكيماوية" فمن يعلم كيف أقامت البنتاغون ولم تقعده طوال الخريف الماضي..

***

بالنتيجة، نحن على عتبة مرحلة جديدة..

ستقوم توازنات جديدة على مخاضات الشرق الأوسط القديمة..

وكونوا على ثقة بأن الجميع سيطرق باب تركيا من أجل اتباع المسار الصحيح..

لماذا؟

هذا ما سأتحدث عنه في مقال قادم..

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس