هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

"عانت البشرية معاناة شديدة من الأوبئة لكننا ننسى. لا يعرف العالم حتى الآن ماذا سيفعل في مواجهة الفيروسات".

دونت هذه العبارات جانبًا في مطلع الألفية الثالثة..

كان الهلع مخيمًا على الولايات المتحدة في تلك الأيام خشية قيام الإرهابيين بشن هجوم فيروسي هذه المرة. 

كان الناس يخشون من انتشار علب صغيرة تحتوي على فيروس مرض الجدري في المناطق المزدحمة من مدينة نيويورك. 

بحثت مجلة "نيوزويك" عن خبير الأسلحة البيولوجية المتقاعد في العهد السوفياتي، غينادي ليبيوشكين، وأجرت معه ذلك الحوار. 

عمل ليبيوشكين في مختبر انتشر منه عن طريق الخطأ فيروس الجدري عام 1971. فُرض على المنطقة حجر صحي استمر على مدى أعوام، وبطبيعة الحال نفى الاتحاد السوفياتي كل الادعاءات. 

***

لا بد أنكم أدركتم سبب بدئي المقال بهذه المقدمة..

بقدر ما يثير أنصار نظريات المؤامرة السخيفة النفور، بقدر ما أصبح من يصفون كل شبهة أو ادعاء بأنه "نظرية مؤامرة"، مزعجون. 

هل من المنطق الوصول إلى حد إنكار وجود الأسلحة البيولوجية، في سبيل الإشادة بتركيز أخصائيي الأمراض المعدية على عملهم فحسب؟ 

ليس هذا الموقف ناجمًا عن موضوعية أو علم، بل إن التمادي في اتباعه سيجعل من المرء جزءًا من عالم "نظرية المؤامرة" دون أن يشعر. 

***

قد يكون "كوفيد-19" ظهر من خلال تحول "طبيعي" وتفشى بسرعة مستفيدًا من تحول العالم إلى قرية صغيرة. لكن وجود الأسلحة البيولوجية والمختبرات التي تنتجها حقيقة أيضًا. 

لن أتحدث عن ألف باء هذه المسألة الآن، لكن لا شك أن هذا كان السبب وراء توقيع البلدان القرن الماضي على اتفاقيات "حظر تطوير وتخزين الأسلحة البيولوجية وتدميرها". 

عدم تصديق هذا الأمر لا يتعلق بالعلم وإنما بكم. 

***

علينا أن نعلم أيضًا بأن التحري عما إذا كان هناك "حسابات" أو "خطأ" وراء تفشي وباء أوقف بجرة قلم كل الأنشطة البشرية على وجه الأرض، هو تصرف إنساني. 

ولا يقتصر الأمر على هذه الناحية، هذا التحري هو واجب يقع على عاتق كل إنسان يفكر. أنصار "نظرية المؤامرة" الذي لا يفكرون أبدًا هم قدوة سيئة. والقدوة السيئة لا تعتبر قدوة. 

***

إذا كنتم تتساءلون عن ما حل بغينادي ليبيوشكين، الذي تحدثت عنه في مطلع المقال، فلا معلومات لدي. 

في حواره مع نيوزويك قال: 

"نحن جميعًا عاطلون عن العمل حاليًّا. زملائي يجربون كل السبل من أجل كسب المال".

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس