ترك برس

تواصل فرق مجموعة الدعم الاجتماعي "وفا" وأفراد الشرطة وموظفو البلدية في الولايات التركية تلبية احتياجات المواطنين البالغ عمرهم 65 عامًا فما فوق، بعد فرض عليهم الحظر لحمايتهم بسبب تفشي فيروس كورونا. ويقدر المواطنون هذه الفرق التي تستجيب على الفور لطلباتهم مهما كانت وتقدم خدماتها بمودة وروح طيبة.

لكن الطلبات التي تلقتها هذه الفرق لم تخلُ من الغرابة، فالبعض طلب إصلاح الحنفية، والبعض تكسير الخشب في حديقة المنزل، وآخرون طلبوا خيوط الصوف، وقراءة قصة خيالية لحفيد الجد.

ومن مقدمي هذه الطلبات الغريبة السيدة صبيحة أيدن من منطقة مراد باشا بمدينة أنطاليا البالغة من العمر 70 عاما، التي كانت محرجة من طلبها ولم تكن واثقة من أنه سيتم تلبيته، وكان طلبها ببغاء.

فبعد تسليم فريق "وفا" التابع لدائرة إفتاء منطقة مراد باشا، الراتب التقاعدي للسيدة آيدن التي فقدت زوجها قبل 40 عاما في حادث مروري، عاودت السيدة آيدن الاتصال بهم مرة أخرى لتخبرهم أنها تعيش بمفردها طالبة منهم إحضار ببغاء ليكون صديقا لها، فقام منسق المجموعة مظفر أتاتش بشراء ببغاء للخالة صبيحة وجلبه لها.

رن أتاتش جرس الباب حاملا قفص طيور في يده، ابتهجت أيدن عند رؤيته وقالت: "سيكون رفيقي"، وأطلقت عليه اسم "وفا" ، وصرحت للصحفيين قائلة: "أحب الببغاء وفا، سأعتني به وأتحدث إليه، سيكون رفيق روحي. لقد أسعدني كثيرا".

أشارت أيدن الى إلتزامها الصارم بتدابير كوفيد 19 وعدم مغادرتها للمنزل، لذلك تشعر بالملل الشديد لأنها تعيش بمفردها، وقالت: "اتصلت من أجل سحب راتبي، وشعرت أن السيد مظفر ودود جدا عند حديثي معه. لقد جلبوا لي راتبي، واتصلت بهم مرة أخرى لأطلب منهم إحضار ببغاء ليكون صديقًا لي. كان عندي طائر قبل عامين، لكنه مات بعد أن بقي في المستشفى لفترة طويلة، وحزنت جدا لموته".

ذكر مظفر أتاتش أن فرق وفا استجابت لحوالي ألفي طلب من سكان منطقة مراد باشا عبر اتصالهم بالرقم 112، وقال: "اتصلت الخالة المسنة طالبة راتبها التقاعدي، وبعد أن استلمته اتصلت مرة أخرى قائلة: عندي طلب آخر أخجل من طلبه، أنا أشعر بالملل الشديد  لأنني أعيش بمفردي، فهل يمكنكم شراء ببغاء لي؟ ثم اعتذرت عن طلبها لشعورها بالحرج. لم أرغب أن أخجلها فقد شعرت بصدقنا في خدمتها".

وأضاف: "نحاول تلبية جميع الطلبات التي نتلقاها، ولأول مرة يطلب منا ببغاء، لكننا لن ننسى المسنين في هذا الظرف الصعب، ولدينا في كل حي مساجد يساعدنا أئمتها وهم على رأس عملهم. أما المسنون فينتظروننا في منازلهم ويعدّوننا أبناء لهم، وبإمكانهم أن يتصلوا بنا 24 ساعة في اليوم".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!