ترك برس

"الإستسلام الأكثر إذلالاً في التاريخ العسكري البريطاني"، هكذا وصف المؤرخ البريطاني المعروف جيمس موريس، معركة "كوت العمارة" التي تحتفل تركيا الذكرى الـ104 على وقوعها، وتعد ثاني أكبر نصر للجيش العثماني.

وتحيي تركيا اليوم الأربعاء الذكرى الـ104 لمعركة "كوت العمارة" التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، جنوب شرقي العراق، وتعتبر ثاني أكبر نصر للجيش العثماني في ذلك الوقت بعد معركة جناق قلعة.

وانتصر الجيش العثماني على نظيره البريطاني في معركة "كوت العمارة" المعروفة أيضًا بـ"حصار الكوت"، حيث انتهى الحصار بإستسلام الجيش البريطاني (قوامه 13 ألف جندي) للقوات العثمانية، وفق تقارير تاريخية.

وكتب فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تغريدة عبر تويتر بهذه المناسبة، قائلًا إن "كوت العمارة كانت واحدة من الملاحم التي سطرها جيشنا العظيم الذي يعد تاريخه مليئا بالانتصارات".

وأضاف نائب الرئيس التركي: "أستذكر باحترام ورحمة شهدائنا كلهم في الذكرى السنوية الـ104 لنصر كوت العمارة".

وبحسب تقارير تركية، بدأت المعركة بحصار الجيش العثماني للقوات البريطانية والحلفاء في بلدة الكوت الواقعة على ضفاف نهر دجلة جنوب شرقي العراق، وانتهت بسيطرة العثمانيين على الكوت واستسلام كامل الجيش البريطاني.

وتُشير وثائق في أرشيف رئاسة الأركان التركية، إلى أن قائد الجيش العثماني آنذاك، خليل باشا، كتب عقب استسلام الجيش البريطاني في 29 نيسان/ أبريل 1916، أن "التاريخ سيواجه صعوبة في إيجاد كلمات لتسجيل هذا الحادث".

وأعلن خليل باشا النصر في معركة كوت العمارة بهذه الجملة "إن ثبات العثمانيين كسر عناد الإنكليز، فكان النصر الأول في جناق قلعة، والثاني هنا".

وكانت الفرقة السادسة في الجيش البريطاني بقيادة الجنرال تشارلز فير فيريرز تاونسند، تتقدم نحو بغداد، غير أنها منيت بهزيمة بعد مواجهة القوات العثمانية في معركة سلمان باك، في 22-23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1915، ما دفعها إلى التراجع إلى الكوت في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه.

وكان الجنرال "كولمار فون در غولتس باشا" القائد الألماني الذي تم تعيينه في الفيلق السادس العثماني، أمر قائد الجيش العثماني في العراق وما حوله، العقيد "نورالدين باشا"، بمحاصرة بلدة الكوت في 27 كانون الأول/ ديسمبر 1915.

وبدأ البريطانيون هجوماً بقيادة الجنرال "أيلمر" لإنقاذ جيشهم المحاصر في الكوت، إلا أنهم اضطروا إلى التراجع، بعد أن خسروا أربعة آلاف جندي في معركة "شيخ سعد" في 6 كانون الثاني / يناير 1916، وعقب إصداره أمر الإنسحاب للجيش العثماني في هذه المعركة عُزل العقيد نور الدين باشا من قيادة الجيش التاسع العثماني، وعُين خليل باشا عوضًا عنه.

وفي 13 كانون الثاني/ يناير 1916 خسر الجيش البريطاني 1600 جندي في معركة الوادي، كما فقدوا ألفين و700 جندي في معركة أم الحنة، التي وقعت في 21 كانون الثاني/ يناير، وفي مطلع آذار/ مارس عاود البريطانيون الهجوم، حيث شنوا هجومًا على الفيلق 13 العثماني بقيادة العقيد علي إحسان بيك.

ودارت معركة سابيس في الثامن من آذار/ مارس، بين الجانبين لتنتهي بهزيمة الجيش البريطاني، ومقتل ثلاثة آلاف و500 من جنوده، ومن ثم انسحابه، الأمر الذي أدى إلى عزل الجنرال أَيلمر من منصبه.

وفي 19 نيسان/ أبريل 1916 عُين خليل باشا قائداً للجيش السادس بعد وفاة الجنرال "كولمار فون در غولتس" باشا في بغداد جراء إصابته بمرض التيفوئيد، وفي 29 نيسان/ أبريل إستسلم الجيش البريطاني بقيادة تشارلز تاونسند.

وبعد النصر العثماني الكبير الذي تحقق في الكوت، رفع قائد الفوج الثالث العثماني، النقيب نظمي، العلم العثماني على مبنى الحكومة في الكوت، كما رُفعت راية الفوج على مقر الجنرال تاونسند.

وقالت رسالة تلقتها قيادة الجيش العثماني، تشرح ما حدث في الكوت "لقد تلقى الإنكليز مرة ثانية، الدرس الذي سبق أن تلقوه في جناق قلعة، وفهموا أنهم لن يتمكنوا من كسر المقاومة العثمانية، ومن أخذ غنائم من يد العثمانيين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!