ترك برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هناك أخبار سارة ستأتي قريبة من ليبيا، فيما حذّر من نفاذ صبر بلاده تجاه الاستفزازات في الشمال السوري.

جاء ذلك في كلمة متلفزة له، اليوم الاثنين، عقب ترأسه اجتماعا للحكومة، كشف فيها عن تفاصيل مرحلة ما بعد وباء كورونا في بلاده، إضافة إلى تطرقه إلى ملفات أخرى مثل مكافحة الإرهاب، والتطورات في سوريا وليبيا.

وأوضح أردوغان أن عملية دحر الانقلابي خليفة حفتر مؤخرا تمت "بفضل الدعم المقدم إلى الحكومة الشرعية في ليبيا" المعترف بها دوليا.

وأكد أن بلاده عازمة على تحويل المنطقة مجددا إلى "واحة سلام" عبر مواصلة دعمها الحكومة الشرعية بليبيا، مضيفاً: "مع كل خطوة يخطوها حفتر، يواجه مقاومة من الشعب حتى في المناطق التي يحتلها، ولذلك لن تكفي جهود الدول التي تقدم له أسلحة ودعمًا ماليًا غير محدود لانقاذه". 

وتابع قائلاً: "بإذن الله ستردنا قريبا أنباء سارة جديدة من ليبيا، فأمن ليبيا وسلامة ورخاء شعبها هو مفتاح الاستقرار في كامل منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول."

وشدد الرئيس التركي على أنه و"انطلاقا من هذا النهج، عازمون على تحويل المنطقة مجددا إلى واحة سلام عبر مواصلة دعم الحكومة الشرعية بليبيا".

جدير بالذكر أن القوات الحكومية في ليبيا، تمكنت مؤخراً من تحرير كامل الساحل الشمالي الغربي لليبيا، بعد طرد مليشيا الجنرال الانقلابي منها، فيما تواصل مطاردتها لفلول حفتر في عدة مناطق أخرى خاصة ترهونة.

وفي سياق آخر، شدد الرئيس التركي، أن بلاده لن تصبر أكثر على الهجمات الاستفزازية بمناطقها الآمنة في سوريا.

ودعا أردوغان "الدول صاحبة التأثير بالمنطقة"، إلى الالتزام بكافة الاتفاقيات المبرمة، وإبقاء تنظيم "ي ب ك/بي كي كي" الإرهابي داخل الحدود المرسومة، ومنع هجمات النظام، على حد تعبيره.

وانتقد عدم إيفاء بعض الدول (لم يسمها)، بوعودها في هذا الصدد بشكل كامل، مضيفاً: "في حال لم تتمكن الدول التي تكفلت بضبط التنظيمات الإرهابية والنظام السوري، فإن تركيا ستلجأ إلى القوة لفعل ذلك".

وأشار إلى أن أنقرة قد تقدم على خطوات جديدة في سوريا حسب سير التطورات.

وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أفاد أردوغان أن "تركيا تكافح من جهة فيروس كورونا ومن جهة ثانية تتابع القضايا الأمنية لشعبها عن قرب".

وأضاف أن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي حاول استغلال انغماس تركيا في مكافحة كورونا، لشن هجمات داخل البلاد وخارجها، مردفاً: "هذا التصرف وحده كفيل بإظهار مدى بعد هذه المنظمة الإرهابية عن الإنسانية".

وأكد الرئيس التركي على أن بلاده لن تسمح بهجمات الإرهابيين، وأن قوات الأمن التركية تراقبهم طوال أيام السنة، مبيناً أنهم يتابعون " كافة خطوات عناصر التنظيم الإرهابي، التي يمارس أنشطته شمالي العراق وبمناطق واسعة بسوريا".

كما أكد الرئيس التركي، أن قوات أمن بلاده تواصل عملياتها ضد الإرهاب خارج الحدود، مضيفاً: "قوات أمننا لا تغفل عن العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل إلى المناطق الآمنة في سوريا، ويتم تحييدهم في الحال".

تصريحات أردوغان تأتي بعد قرابة أسبوع من هجوم إرهابي في مدينة عفرين بريف محافظة حلب، شمال غربي سوريا، وأسفر عن مقتل 44 شخصا بينهم 11 طفلا، وأصيب 48 آخرون.

الهجوم الذي نفذه "ي ب ك/بي كا كا" عبر تفجير صهريج مفخخ مليء بمادة المازوت، وقع في شارع "راجو" المزدحم وسط عفرين، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري.

ويستهدف "ي ب ك" الإرهابي الذراع السوري لـ"بي كي كي"، المناطق التي تم تحريرها ضمن عملية "نبع السلام" التركية شمالي سوريا، وذلك عبر إرسال سيارات مفخخة وتفجيرها في المناطق المأهولة بالسكان، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بين المدنيين والعسكريين.

وتتولى تركيا عبر مؤسساتها الرسمية ومنظماتها الإغاثية، مسؤولية تأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين في الشمال السوري، وبالتحديد في مناطق عمليات درع الفرات، وغصن الزيتون ونبع السلام التي تضم ملايين النازحين واللاجئين ممن فروا من هجمات النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!