ترك برس

رأى الخبير والمحلل السياسي، علي حسين باكير، أن جائحة فيروس كورونا المستجد، قد تتيح لتركيا دورًا أكبر في الاقتصاد العالمي رغم التحديات التي ستفرضها، وذلك في ضوء النزاع القائم بين الدول الغربية والصين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال خلال حديثه عن الوضع العالمي الجديد الذي سيتشكل عقب الجائحة، إن تركيا حصلت لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية على "فرصة تبوء موقع مركزي في عملية إعادة الهيكلة العالمية". 

وشدّد أردوغان على أن "اليأس الذي تعيشه البلدان المتقدمة في مواجهة أزمة شاملة، يستلزم إعادة هيكلة التنبؤات المستقبلية.. ومن الضروري أن نكون مستعدين للوضع الجديد الذي سيظهر في العالم والمنطقة وبلدنا بسبب الفيروس".

يقول باكير إن الجائحة أظهرت وجود فجوة ثقة كبيرة بين الغرب والنظام الشيوعي في بكين، كما سلطت الضوء على الخلل الحاصل في العلاقة معها، لناحية اعتماد العديد من الدول حول على العالم -بما في ذلك الولايات المتحدة- على خطوط إنتاج لبضائع حساسة أو حيوية مصدرها الصين.

وأضاف في مقال بصحيفة العرب القطرية، أن هذا الأمر يقع في صلب الاشتباك الحاصل مؤخراً بين بكين والغرب في ظل الحديث عن نية البعض إعادة الاعتبار إلى العنصر المحلي في الإنتاج، أو البحث عن بدائل للصين لتفادي الاعتماد عليها مستقبلاً من جهة، ولإيقاف تمويل الصعود الصيني على المستوى الدولي من جهة أخرى.

واعتبر أن هناك من يعتبر أنه من الصعب اتخاذ مثل هذا القرار الآن، على اعتبار أن الارتباط بالصين أصبح عميقاً جداً، وأن أي محاولة لفكه ستؤدي إلى خسائر باهظة قد يصعب تعويضها. 

ومع ذلك، فإن الانفتاح على البدائل لا يزال قائماً، ما يعني أن هناك فرصة لدول أخرى لكي تلعب دوراً مهماً في استبدال بعض خطوط الإنتاج الصينية. حسب باكير.

وتابع: "لكن إذا ما نظرنا إلى قائمة أكبر الاقتصاديات، فسنجد أن الدول غير الغربية التي باستطاعتها أن تؤمّن خطوط إنتاج بديلة لبعض السلع أو الخدمات تعد محدودة للغاية من بينها إندونيسيا، والمكسيك، والبرازيل، والهند، وتركيا. 

من بين هؤلاء، تعد تركيا الشريك الوحيد الأكثر موثوقية بالنسبة إلى الغرب. علاوة على ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي، وقربها من أوروبا ومن مصادر إنتاج واستهلاك الطاقة وخطوط النقل، قد يعطيها أفضلية واضحة على الآخرين.

صحيح أن تكلفة الإنتاج أو اليد العاملة ليست رخيصة، مقارنة بما لدى الصين أو بعض دول شرق آسيا، لكن ما يميّز الإنتاج في البلاد هو أنه يتمتّع بجودة أعلى وبميزات أرفع، فيما يتعلق بسهولة النقل والتصدير، والأهم بموثوقية الروابط التي تجمع الطرفين عند الأزمات. 

ولعل هذا ما حاولت أنقرة الاستثمار فيه بجهد، عندما قامت بتفعيل دبلوماسية المساعدات الطبية، لتكسر الاحتكار الصيني، وترسل أطناناً من المعدات الطبية إلى الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأوروبية.

المفارقة أنه، ووفقاً لبعض التقديرات الاقتصادية التي أوردتها «الفايننشال تايمز»، فإن تركيا تعد من الدول القليلة جداً التي قد تستفيد من انكماش الصين الاقتصادي، وذلك بواقع 0.05 % نمو في الاقتصاد، مقابل كل 1% تراجع في الاقتصاد الصيني. 

لا يوجد أدنى شك في أن الجائحة ستفرض تحديات اقتصادية كذلك على الجانب التركي، لكنها في المقابل قد توفّر فرصة غير مسبوقة لتركيا للعب دور أكبر في الاقتصاد العالمي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!