ترك برس

تحاول الحكومة التركية جاهدة المحافظة على قدرتها على الإنتاج والتصدير في ظل التدابير التي فرضها تفشي فيروس كورونا، ولذلك حرصت على استمرار حركة الشاحنات لنقل هذه البضائع. وفي هذا الوقت، تصطف الشاحنات عند المعبر الحدودي لبوابة "كابي كولة"، ليتناول سائقوها إفطارهم الأخير في تركيا قبل عبورهم إلى بلغاريا حاملين المنتجات التركية التي يتم تصديرها إلى أوروبا.

يضطر العديد من سائقي الشاحنات لقضاء رمضان بعيدا عن عوائلهم، بسبب طبيعة عملهم حيث يقضون ساعات طويلة في قطع آلاف الكيلومترات لنقل حمولتهم من البضائع أحيانا إلى داخل البلاد وأحيانا أخرى إلى دول أخرى وقارة أخرى. وفي إحدى رحلاتهم رافقهم أحد صحفيي وكالة الأناضول وتحدث إليهم.

يتناول سائقو الشاحنات الذين ينقلون البضائع المصدرة إلى أوروبا، فطورهم الأخير في الموقف عند بوابة "كابي كولة" الحدودية قبل مغادرتهم إلى خارج الوطن. ويعدون إفطارهم من الأطعمة التي يحتفظون بها في دولاب مقطورة الشاحنة، ويقوم أحد السائقين بأداء الآذان عند دخول وقت آذان المغرب. ثم يتبادل زملاء العمل الحديث على مائدة الإفطار ويحتسون الشاي تحت نور الشفق وضوء القمر.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال السائق "علي دميركابي": "حملت حمولتي من أفيون كاراحصار (غرب تركيا)، زسأقوم بإيصالها إلى بلجيكا. آخذ استراحة مع زملائي عند البوابة الحدودية (كابي كولة) لنتناول وجبة الإفطار"، موضحا أنه يمتثل للتدابير المتخذة في مكافحة تفشي فيروس كورونا، فيرتدي الكمامة ويستخدم المعقمات والكولونيا.

وذكر دميركابي أنه سيكمل طريقه بعد إفطاره إلى أن يحين موعد السحور، قائلا: "هذا إفطاري الأول في رمضان بعيدا عن عائلتي، إنه أمر محزن. كنت أمضي وقتا أكثر أمنا وبهجة مع طفلي، وكان الصيام أكثر متعة في المنزل، لكن ينبغي علي أن أعمل، وأن أظل في الطريق. هكذا هو عملي كسائق شاحنة".

يعمل سائق الشاحنة "ديلافير أياز"، في نفس الشركة التي يعمل بها دميركابي، ويختلف طريق سفره حسب حمولته، فهو متجه إلى فرنسا. يشكو أياز من قضاء رمضان بعيدا عن عائلته قائلا: "أتمنى من كل قلبي أن أقضي رمضان مع عائلتي، لكنني مجبور على هذا العمل. اليوم إفطارنا هنا، وبعد أن أمضي في طريقي سيكون إفطاري غدا في صربيا".

وأضاف أياز: "لحمايتي وحماية الآخرين، أستخدم الكمامة والمعقمات، مع مراعاتي للمسافة الاجتماعية عند حديثي مع الآخرين".

وعند حلول وقت أذان المغرب، أذّن في جامع "كابي كولة" السائق أحمد تاشير، الذي بدأ رحلته من إسطنبول، متجها بحمولته إلى ألمانيا.

يعمل تاشير في نقل البضائع من تركيا إلى الدول الأوروبية منذ 20 عاما. ويقول: "اليوم أفطر في كابي كولة، من السيء الابتعاد عن العائلة في رمضان، ولكن ليس باليد حيلة. إنها لقمة العيش. لا نخشى من السفر إلى العديد من البلدان الاوروبية بالرغم من تفشي  فيروس كورونا، فنحن في أمان في داخل شاحناتنا المعقمة باستمرار. أرتدي كمامة وقفازات قبل أن أفتح نافذتي للتحدث مع موظفي بوابات الجمارك، وأعطيهم جواز سفري، فيختمونه ثم يعيدونه لي، فأمسحه بالكولونيا دون ألمسه".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!