باسل الحاج جاسم - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

سيكون موقف أنقرة وموسكو إلى جانب قرار واشنطن التي لم تلق بثقلها بعد على موازين القوى، هي المحدد لمسار الأحداث في ليبيا. لن يجلس الطرفان المتقاتلان في ليبيا بالتأكيد على طاولة المفاوضات مرة أخرى، ما لم يكن هناك إظهار للقوة. سيحدد مسار المعركة ونتائجها وضع كل طرف.

تركت أنقرة وموسكو الباب مفتوحًا للمفاوضات وأبدتا استعدادًا عامًا لمناقشة الحلول بالامتناع عن التصريحات العنيفة المتبادلة بشأن القضية الليبية، وهو تكتيك أهمله الجانبان في الحرب الأهلية السورية. كان للعلاقات الطيبة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين دور حاسم في تجاوز المآزق في القضايا الثنائية. وقد أفادت هذه العلاقة الودية كلا الجانبين عندما تتقاطع المصالح.

وفي الوقت نفسه، ووفقًا لتقارير في وسائل الإعلام الدولية، تسعى الولايات المتحدة، من خلال مشروع ميزانية الدفاع في عام 2021، لشراء صواريخ "S-400" الروسية من تركيا. وردت موسكو على هذه التقارير عبر المتحدثة باسم الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني، ماريا فوروبيوفا، التي قالت: "يجب على مشتري أسلحتنا، قبل تصديرها، تزويد الجانب الروسي بشهادة المستخدم النهائي. لذلك، لذا فإن تسليمها أو إعادة تصديرها إلى دولة ثالثة من دون إذن الجانب الروسي مستحيل".

في السابق، اقترح السناتور الجمهوري الأمريكي، جون تيون، أن تشتري الولايات المتحدة النظام الدفاعي الروسي من تركيا لحل التوتر بين واشنطن وأنقرة على خلفية استحواذ تركيا على الصواريخ الروسية. أصبحت الصواريخ عقبة في العلاقات بين البلدين، ولم يحرز تقدم يذكر في هذا الصدد.

كان شراء أنقرة صواريخ "S-400" من أكثر القضايا محل الخلاف مع واشنطن، بالإضافة إلى الخلاف بشأن تنظيم فتح الله غولن الإرهابي "فيتو" وتنظيم البي كي كي. قررت أنقرة شراء نظام الدفاع الجوي "S-400" بعد عرض من روسيا، ورفض الولايات المتحدة طلب تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت خلال رئاسة باراك أوباما.

تزعم الولايات المتحدة والناتو أن النظام الروسي "غير متوافق مع أنظمة وأسلحة الناتو". ومن المثير للاهتمام، أن روسيا باعت سابقًا صواريخ "S-300" لكثير من الدول الأعضاء في الناتو، منها بلغاريا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا.

تظهر الخطوة الأمريكية الأخيرة رغبة واشنطن في حل القضية العالقة مع أنقرة. منذ الانتهاء من عملية الشراء، طلبت الولايات المتحدة من تركيا إعادة صواريخ "S-400" إلى روسيا، أو بيعها إلى دولة أخرى أو التعهد كتابةً بعدم تفعيل النظام.

ولما كان الخطر أكبر من مجرد نظام صاروخي، فإن أنقرة تريد الحفاظ على التوازن بين موسكو وواشنطن، مفضلة عدم المخاطرة بعلاقاتها مع أي من الطرفين على حساب الطرف الآخر. أحد أكثر السيناريوهات المفيدة التي قد تقبلها الأطراف الرئيسية الثلاثة هو نشر نظام "S-400" في ليبيا تماشيًا مع الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين أنقرة وطرابلس وبعد الاتفاق مع موسكو وواشنطن.

عن الكاتب

باسل الحاج جاسم

كاتب وإعلامي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس