ترك برس

ناقش خبراء ومحللون أبعاد التطورات في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، ومستقبل التوتر المتصاعد بين تركيا واليونان، واحتمالات نشوب حرب واسعة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن إجراء مناورات بحرية في المنطقة، وتتضمن هذه المناورات التدريب على إطلاق النار في الأول والثاني من الشهر المقبل.

جاء ذلك غداة بدء اليونان وقبرص الرومية وفرنسا وإيطاليا مناورات مشتركة في شرقي المتوسط، وبعد الكشف عن إرسال الإمارات مقاتلات من طراز "إف-16" إلى جزيرة كريت للمشاركة في مناورات مشتركة مع اليونان، بالتزامن مع أعمال البحث والتنقيب التركية في مياه شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وصرح وزير الدفاع التركي بأن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة إسكندرون في محافظة هاتاي جنوبي تركيا، وقد حددت قيادة القوات البحرية في أنقرة في نشرة ملاحية إحداثيات منطقة المناورات في البحر، وطلبت من جميع السفن الابتعاد عن منطقة المناورات لضمان سلامتها.

الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، توقع خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية، ألا تذهب الأطراف المتصارعة شرقي البحر المتوسط إلى الحرب لأنها مكلفة، مشيرا إلى أنهم ينطلقون من مبدأ "الغائب خاسر"، ومن ثم فالجميع يسعى لإثبات وجوده.
وأضاف حنا أن الصراع الجيوسياسي شرقي المتوسط لقب بـ"دبلوماسية القوى البحرية"، مشيرا إلى أن أسباب الصراع ترجع للتغير الذي أصاب جميع أطرافه بدءا من تركيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول المنطقة، وعزا ذلك إلى الثروة الموجودة في شرقي المتوسط.

من جانبه، قال مدير مركز الدراسات حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي إن تركيا واليونان تسعيان عبر المناورات العسكرية التي تجريها كل دولة منهما إلى تحسين وضعهما في أي مفاوضات مقبلة.

وأضاف عبيدي أنه رغم حصول اليونان على دعم قوي من الاتحاد الأوروبي فإن الموقف الألماني بقي محايدا، على عكس الموقف الفرنسي مثلا الذي يقود الحملة ضد تركيا، لكنها لم تفلح في حشد كل الدول الأوروبية خلفها في ذلك.

وأكد عبيدي أن الصراع في حقيقته هو على النفوذ في الشرق الأوسط، معتبرا أن الغاز ليس هو السبب الأساسي لهذا الصراع، مرجعا ذلك إلى غياب الولايات المتحدة عن المنطقة، الأمر الذي دفع دولا أخرى لمحاولة القيام بدور كبير في المنطقة.

في المقابل، اعتبر العميد المتقاعد إلياس حنا أن الغياب الأميركي مقصود بسبب تركيز واشنطن على صراعها مع الصين، وهو ما سمح بوجود روسيا وفرنسا في المتوسط.

وأكد عبيدي أن هناك رغبة كبيرة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى بعدم الزج بالحلف الأطلسي في هذا النزاع، حتى لا يتورط في نزاعات بين أعضائه، وهو الأمر الذي ربما ترغب فيه روسيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!