ترك برس

في 19 أيلول/ سبتمبر يحتفل الأتراك بيوم "المحاربين" حيث يتذكرون المحاربين الذين هرعوا إلى الميادين مضحين بأرواحهم من أجل استقلال الوطن وديمقراطيته، ثم نقلوا تجاربهم للاستفادة منها. وفي 19 سبتمبر الجاري، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة بالمناسبة، معبرا عن افتخاره بأن الأمة التركية أمة مناضلة ومحاربة قائلا: "نتخذ الخطوات اللازمة بتهيئة جميع أنواع الفرص للغزاة ونستمر بدعمهم دائما".

مما جاء في الرسالة: "استشهد 78 شهيدا من محاربينا في 34 دولة مختلفة بالعالم. تنشأ أجيالنا بذكريات أبطالنا الذين حاربوا من مصر وسوريا إلى غاليتشايا، ومن البلقان إلى جناق قلعة، ومن جبهة القوقاز إلى حرب الاستقلال".

وأضاف أردوغان "أصبحت أمتنا أملا لكل المظلومين في المنطقة وفي العالم بأكمله، بالإضافة إلى حمايتها ودفاعها عن وطنها وشعبها من منطلق إيمان الغزاة بقول "إذا مت سأكون شهيدا وإذا بقيت سأكون غازيا"، أبارك بمشاعر صادقة للأبطال الغزاة الذين جعلوا هذه الأرض وطنا مستقلا، بمناسبة يوم الغزاة والذكرى السنوية لمنح مؤسس الجمهورية الغازي مصطفى كمال، لقب (غازي ومشير)، القائد الرائد في النضال من أجل الاستقلال".

لم يكتف المحاربون بالتضحية بأرواحهم في الجبهات من أجل الوطن بل واصلوا عطاءهم دون توقف، فهم يمثلون تركيا في الفرق الوطنية، ويقومون بالعمل الأكاديمي، كما ينقلون خبراتهم وتجاربهم من خلال الندوات ونشر الكتب، إنهم كلهم المحاربون، مصدر فخر الوطن.

وتكرم الحكومة التركية المحاربين بتوفير فرص تفضيلية لهم للعمل وللدراسة ولشراء البيوت والمواصلات وغير ذلك.

من هؤلاء المحاربين، مراد أوغوز، الذي وطأ على لغم مفخخ أثناء قيامه بمهمة مكافحة الإرهاب في مدينة تونجلي جنوب تركيا عام 2007، مما أفقده ساقه اليمنى. وخلال فترة علاجه، اهتم أوغوز بالبنادق الهوائية وتدرب عليها وحصل على عشرات الميداليات بجهوده المتواصلة، مما فتح الطريق أمامه للوصول إلى الألعاب الأولمبية للمعاقين في طوكيو عام 2020.

قال أوغوز: "تعرفت على لعبة الرماية أثناء فترة علاجي، وانضممت إلى المنتخب الوطني في عام 2013. نلت ميدالية عند حصولي على المركز الثالث ببطولة العالم الأخيرة، وهدفي النجاح في دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين 2020 في طوكيو".

أما العقيد المتقاعد القبرصي مدحت إيشيك، فقد شارك في عملية السلام القبرصية عام 1974، حيث تصدى مع رفاقه في خطوط القتال الأمامية الأعنف لحماية القبارصة الأتراك.

كما شارك في عدة مهمات مختلفة وخاصة في شمال العراق، أثناء خدمته في القوات المسلحة التركية لأعوام عديدة، ويعمل الآن بلا كلل على الرغم من تقدمه في العمر، لنقل تجاربه في المعاهد الفكرية حيث يلقي الخطب في الندوات ويكتب المقالات، ويواصل تقديم رسائل السلام الحذرة في قبرص.

يقول: "نفضل السلام في كل وقت، لكننا عندما نجبر على الحرب نكون من أكثر الدول القتالية في العالم، لأننا نمتلك الجيش الأقوى".

أما الغازي محمد كمال أوغلو، فقد أصيب أثناء أدائه لمهمة محاربة الإرهاب في تونجلي في عام 2009، عدة إصابات في جسده. وبدأ العمل كأخصائي دفاع مدني في مؤسسة الراديو والتلفزيون التركي TRT التركية بعد تعافيه، حيث وقف في الخطوط الأمامية أثناء فترة تفشي وباء كورونا.

من جانب آخر، خاض كمال اوغلو غمار للدراسة أكاديمية ، حيث درس وبحث وأنتج... وحصل على شهادة الماجستير ثم بدأ بالدكتوراه، ونشر كتابا واحدا و64 مقالا.

أصيب الغازي حسن تشايرلي، في رأسه أمام المجمع الرئاسي بعد نزوله للشارع مع جموع الشعب التركي، استجابة لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان ليلة 15 تموز/ يوليو 2016، للتصدي لمحاولة الانقلاب الغادرة.

وبعد خروجه من العناية المركزة، فتح أمامه باب جديد للمستقبل، فقد بدأ العمل في رئاسة قسم خدمات الدعم، في مؤسسة الراديو والتلفزيون التركي TRT، ليتمسك بالحياة مرة أخرى فور تعيينه ويبدأ في تحقيق أحلامه التعليمية. يصف الغازي تشايرلي، وظيفته في TRT بأنها "بداية حياة جديدة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!