ترك برس

كانت مستودعات “بزيرغان” (Bezirgan ambarları)، شاهدة على التاريخ منذ تشييدها في منطقة “كاش” بأنطاليا قبل 500 عام تقريبا، وذكر تاريخيا أن عددها كان ما بين 250 و300 مستودع، وانخفض عددها اليوم إلى 120 مستودع.

كان حي بزيرغان التابع لمنطقة كاش في أنطاليا، مركزا تجاريا مهما من قبل الليقيين، وبنيت فيه مستودعات خشبية من خشب الأرز، مستوحاة من توابيت الليقيا، حيث كان يعمل أهالي المنطقة بالزراعة ويقومون بتخزين الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى.

يحتوي كل مستودع على أربع غرف، وهو مبني بالطريقة التي كانت سائدة في البناء تلك الفترة دون استخدام أي مسمار، ويبلغ ارتفاعه 4 أمتار، وإجمالي مساحة الاستخدام بين 25 و30 مترا مربعا في المستودع. وقد غطيت أسقف المستودعات بصفائح معدنية لانها انهارت مع مرور الوقت، وكانت تخزن في  داخل غرفها الأربعة مختلف المنتجات.

ذكر تاريخيا وجود حوالي 300 مستودع، لكن بعضها بيع من قبل مالكيها، ثم حولت إلى مناطق سياحية. كما أن بعضها تعفن بسبب الرطوبة وبعضها تهدم، وما تبقى منها حاليا لا يتجاوز 120 مستودعا، وعدد ما يستخدم منها للتخزين قليل جدا.

أخضعت للحماية الحكومية

نُقِلَت المستودعات إلى أرشيف الدولة على شكل وثائق مرئية ومقاطع فيديو وثائقية من قبل مركز الإعلام والتوثيق التابع لوزارة الثقافة والسياحة لحمايتها من خطر الانهيار، وبناء على ذلك، تم تسجيلها وحمايتها من قبل الوزارة كإرث ثقافي يتوجب حمايته.

لم تُتّخذ أي خطوات للمحافظة عليها وحمايتها في الماضي، ونظرا لوضعها حاليا تحت الحماية لن يتمكن مالكوها من إجراء أي إصلاحات فيها. تعد هذه المستودعات تراثا وعنصرا ثقافيا مهما بهيكلها المعماري وأعمالها الخشبية التي لم يستخدم فيها أي مسمار، ولأعوام عديدة تم تخزين العديد من الأشياء القيمة فيها من الحبوب إلى حلي الزينة.

كتب عنها أوليا تشلبي

لا تزال هذه المستودعات تقفل بأقفالها التاريخية، ويمكن قفلها بقفل واحد أو قفلين، وتتعرض اليوم لخطر الانهيار والانقراض، كما تعد مستودعات بزيرغان من الأمثلة الوحيدة التي تم العثور عليها بشكل جماعي في منطقة أنطاليا، وذكرها أوليا تشلبي في كتابه “سياحة نامة”.

تقع المستودعات على طريق ليقيا في أطراف حي بزيرغان، في المنطقة التي أطلق عليها “بين المستودعات” في الماضي. وقد هاجر سكان سهل بزيرغان في الماضي إلى الساحل عندما غمرت الماء السهل في الشتاء. كان للمستودعات حارس دائم، ولكن منذ 30 عاما لم يعد لها أي حارس.

من جهته، صرح داوود كارادينيز، أحد أهالي حي بزيرغان قائلا: "بقيت هذه المستودعات كإرث لنا من أجدادنا، وتجاوز عمرها 500 عام. وبحسب ما ذكر تاريخيا فإن عددها كان 300 مستودع، ونجا منها إلى يومنا هذا 120 مستودع. ولو تم التخلي عنها لثلاث أو خمسة أعوام فلن يبقى منها إلا 20 أو 30 مستودعا. نريد إعلام مسؤولي دولتنا من هنا أننا نريد إبقاء ما نجا منها واقفا على قدميه، ونريد تركها كميراث لأولادنا وأحفادنا أيضا. لقد تم التخلي عنها إلى اليوم، ونطلب المساعدة من المسؤولين في دولتنا. حتى أن مالكيها لم يعد بإمكانهم إصلاحها بسبب وضعها تحت الحماية”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!