ترك برس

تتواجد تركيا في الفضاء منذ 26 عاما بالضبط، لكنها تشغل اليوم خدمات المراقبة والاتصالات من الفضاء بواسطة ستة أقمار صناعية نشطة، كما تسعى لشغل دور أكبر في عالم تكنولوجيا الفضاء، لذلك تكثف خطواتها في هذا المجال.

بدأت تركيا في الظهور بالفضاء أواخر 1960، وبالرغم من ذلك كان إطلاقها لأول قمر صناعي "توركساتB1" في 11 آب/ أغسطس 1994، أي بعد حوالي 34 عاما من البداية، وقد أطلق "توركسات A1" قبل الإطلاق الأول في كانون الثاني/ يناير 1994 بإقليم غويانا الفرنسية، إلا أن عطلًا فنيًا في صاروخ "آريان 4" أدى لسقوطه في المحيط، لذلك يعد "توركسات B1" أول قمر صناعي تركي، والذي واصل خدماته لمدة 12 عاما كاملة.

نجحت الأقمار الصناعية التركية الأخرى في حجز مكان لها في المدارات لفضائية بعد "توركسات B1"، فتم إطلاق "توركسات C1" في 10 تموز/ يوليو 1996، ثم "توركسات A2" في 10 يناير 2001، واستمرت خدماتهما في المدار لمدة 15 عاما. كانت تلك الأقمار رائدة في مجال الاتصالات عبر البث التلفزيوني ونقل البيانات، وبعد انتهاء خدمتها استبدلت بثلاثة أقمار صناعية لا تزال نشطة إلى اليوم.

أطلق قمر "توركسات A3" في عام 2008، والقمر الصناعي "توركسات A4" في عام 2014، ويشكلان العمود الفقري للبث التلفزيوني في تركيا، حيث يقومان ببث أكثر من 400 قناة تلفزيونية، أي ما يعادل 80% من البث التركي. كما احتل القمر الصناعي "توركسات B4" ، الذي أطلق في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، مكانا في البث التلفزيوني يصل مداه لآلاف الكيلومترات في العالم. تمتلك الأقمار الصناعية للاتصالات القدرة على العمل من بعد 36 ألف كيلومترا، وتعد هذه المسافة بعيدة جدا بالنسبة لأقمار المراقبة.

تقدم أقمار المراقبة خدمات عديدة من مراقبة الكوارث إلى الاستخبارات في مدار حول الأرض، وتستقر في مدارات تبعد عن الأرض مسافة تتراوح بين 400 و700 كيلومترا، كما تساعد في التقاط صور عالية الجودة.

حصلت تركيا على قمر "بيلسات"، أول قمر صناعي للرصد والمراقبة في 27 أيلول/ سبتمبر 2003. وبالرغم من أن عمر القمر الصناعي الصغير "بيلسات" ثلاثة أعوام فقط، إلا أن الخبرة المكتسبة من تجربته تضاعفت ثلاث مرات على مر السنين.

تم تصميم القمر الصناعي "رصد" وتصنيعه كأول قمر صناعي تركي لمراقبة الأرض بقيادة المجلس التركي للبحث العلمي "توبيتاك"، الذي بدأ خطواته الأولى في عام 2006، وتم إطلاقه من روسيا في 17 آب/ أغسطس 2011، كما تم إنتاجه في ثلاثة أعوام. وقد واصل عمله لمدة تسعة أعوام، ووصلت دقته إلى 7,5 متر، كما يمكنه استقبال الصور من أي مكان في العالم.

تُرسل الصور الأولية التي يلتقطها قمر "رصد" إلى المحطة الأرضية التابعة لتوبيتاك، حيث تُنقل إلى بوابة "غزغين" التي تعد من أول بوابات الأقمار الصناعية التركية المحلية، وفيها تخضع الصور الملتقطة للتصحيحات الهندسية والإشعاعية.

في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2012، أطلق القمر الصناعي "غوك تورك 2" الذي يؤدي كافة احتياجات تركيا في مجال الدفاع، وانضم "غوك تورك 1" إليه في 5 ديسمبر 2016، وبذلك اتخذت تركيا موقعها الدفاعي في تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

تستعد تركيا لتقوية إمكانياتها الفضائية بأقمار صناعية جديدة، وقد وصلت اختبارات القمر الصناعي "توركسات A5" إلى مرحلتها النهائية، ليبدأ العد التنازلي لموعد إطلاقها من فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية بصاروخ سبيس X فالكون 9 يوم 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

لا يزال القمر الصناعي "توركسات B5" في مرحلة التصنيع، ومن المقرر إطلاقه في الفضاء بشهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو 2021، بواسطة صاروخ سبيس X فالكون 9، ومن المنتظر أن يزيد القمر الصناعي "توركسات B5" القدرات الموجودة في قمر "توركسات B4" بمقدار 17 ضعف في مجال البث التلفزيوني ونقل البيانات.

ينتظر أن يغطي "توركسات B5" كافة احتياجات تركيا المدنية والعسكرية مرفقة بصور عالية الدقة تصل إلى متر واحد ومن مصادر محلية، وسيستقر في مدار يبعد حوالي 700 كيلومترا، ويتوقع أن يتم الانتهاء من صنعه في عام 2021 وإطلاقه إلى الفضاء في عام 2022.

تتابع تركيا بخطوات حثيثة أحدث التقنيات في العالم، وقد أدى إنشاء وكالة الفضاء، بعد حلم استمر 20 عاما، إلى تعزيز هذه الخطوات. سيتم اجتياز مرحلة أخرى مهمة في البحث والتطوير مع "توركسات A6"، الذي تم تصميمه بالكامل من قبل تركيا، وسيتم إطلاقه في المدار عام 2022 ببنية تحتية وموارد بشرية تركية، ويعد أول قمر صناعي للاتصالات يُبنى بأيدي وطنية تركية، وسيقدم خدماته في منطقة جغرافية واسعة تمتد من أوروبا إلى الهند.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!