ترك برس

يقف جامع حكمتيه، منذ تشييده في ولاية قوجه ايلي، عام 1899 بثبات في وجه عوامل الزمن، ليثبت للعالم فخامة الحضارة العثمانية ويبرهن على متانة الصروح المشيدة في تلك الحقبة من التاريخ العريق.

ويلفت جامع حكمتيه، الذي أمر السلطان عبد الحميد الثاني، ببنائه تخليدا لذكرى حبيبة خانم، إحدى الموظفات المدنيات في القصر العثماني، الانتباه بتصميمه المعماري الفريد والمميز.

** حجر الأساس.. لجامع مميز

بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول، فقد تبرعت حبيبة خانم، بقطعة أرض تبلغ مساحتها نحو 7 آلاف متر مربع من أجل بناء الجامع في منطقة حكمتية بولاية قوجه ايلي.

وأضاف التقرير أن تبرع حبيبة خانم، بقطعة الأرض جاء بعد استشهاد ابنها الذي كان يعمل في البحرية العثمانية على متن الفرقاطة أرطغرل، التي أرسلتها الحكومة في إسطنبول في رحلة إلى اليابان وغرقت مع طاقمها في طريق العودة.

وفي 16 سبتمبر/ أيلول 1890، غرقت الفرقاطة "أرطغرل" وهي قادمة من رحلتها، حيث قدم طاقمها رسالة وهدايا من السلطان عبد الحميد الثاني (1842 ـ 1918) إلى إمبراطور اليابان، ردا على زيارة أجراها الأمير أكيهوتو كوماتسو، ابن أخ الإمبراطور، للسلطان.

وكانت الفرقاطة، التي أبحرت من إسطنبول إلى طوكيو عام 1887 وعلى متنها 609 بحّارة، وقتها، التي مثلت أول وفد دبلوماسي من العالم الإسلامي يتجه إلى اليابان.

وأشارت المعلومات، أن وفاة حبيبة خانم، حالت دون استكمال مشروع بناء الجامع، إلا أن السلطان عبد الحميد، أمر بمتابعة البناء على قطعة الأرض التي تبرعت بها لهذه الغاية.

** افتتاح الجامع

وأوضحت المعلومات أن تكلفة بناء جامع حكمتيه عند افتتاحه عام 1899، بلغت 29 ألف ليرة و564 قرشا عثمانيا، وتم توفير القسم الأكبر من هذا المبلغ من قبل السلطان، إضافة إلى تبرعات قدمها سكان المنطقة.

وجراء زلزالين ضربا مدينة "أضبة زاري" (مركز ولاية قوجه ايلي) عام 1967، وبحر مرمرة في 17 أغسطس/ آب 1999، تعرض الجامع إلى أضرار، إلا أنه أتم صموده حتى دخل عام 1982 تحت حماية مجلس الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي التركي، إلا أنه لم يتم إغلاقه أمام المصلين منذ افتتاحه إطلاقا.

وفي عام 2014، تم الانتهاء من أعمال الترميم، التي بدأت بإشراف ولاية قوجالي، وبلديتها وجمعية حماية ورعاية جامع حكمتية، الذي بدأ باستقطاب مئات الزوار المحليين والأجانب بسبب تصميمه المعماري الفريد والمميز.

** تحفة عمرانية لها أهمية خاصة

قال رئيس بلدية قارتبه، بولاية قوجه ايلي، مصطفى قوجمان، لوكالة الأناضول، إن المنطقة تتمتع بمعالم تاريخية وإمكانيات سياحية مهمة وجمال طبيعي أخّاذ، تعكس لزوارها ثقافة منطقة الأناضول.

وأضاف قوجمان، أن سكان المنطقة يولون اهتمامًا خاصًا لهذا الجامع ويعتبرونه هدية السلطان عبد الحميد الثاني لهم الجامع، حيث استكمل بناءه بأمر منه شخصيا، وبدعم مادي مباشر من جيبه الخاص حتى تم افتتاحه عام 1899، فهذا المكان ثمين للغاية بالنسبة لنا جميعا.

وتابع قوجمان، نحن في بلدية قارتبه، أيضا أولينا هذه التحفة العمرانية أهمية خاصة من الحماية والرعاية، لقد قمنا بجميع أعمال الصيانة اللازمة لمرافق الجامع بما يتناسب مع القيمة التاريخية للبناء.

ولفت، نسعى أيضا لإحياء متحف دربند الاثنوجرافي، الموجود في الجهة المقابلة للجامع، حيث يحتوي على آثار مهمة تستعرض التاريخ الطويل الذي عاشته المنطقة، إضافة إلى العديد من مصنوعات المنطقة القديمة والملابس التقليدية والتحف التاريخية.

** توافد إلى المكان من قوجه ايلي وأنحاء البلاد

وقال رئيس جمعية حماية ورعاية جامع حكمتيه، أورخان أري قان، إن الجامع يمتلك تصميمًا جميلًا ومميزًا ولم يتم إغلاقه أمام المصلين منذ افتتاحه عام 1899.

وأكد أري قان، أن أهالي المنطقة يولون المكان أهمية خاصة، ويعتبرونه هدية السلطان عبد الحميد الثاني لهم، مشيرًا أن الجمعية لا تتوانى عن توفير الاحتياجات اللازمة للمصلين والجامع.

وتابع، يضم جامعنا حديقة جميلة، يقصدها الناس بحثا عن شعور الطمأنينة والسلام، ونحن بدورنا نعمل على خدمة هذا المكان وحمايته ليبقى ذخرا للأجيال القادمة.

وأوضح أري قان، أن الزوار يأتون من قوجه ايلي وولايات أخرى؛ بغرض زيارة الجامع وتأدية الصلاة فيه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!