ترك برس

انطلقت  فعاليات الدورة السادسة لـ"برنامج زمالة إسطنبول العالمية" بقاعة الاجتماعات الكبرى في فندق Grand Cevahir Hotel Convention Center بمنطقة شيشلي بإسطنبول التركية  بمشاركة 345 ناشر من 60 دولة حول العالم بما فيها دولة قطر و١٤٠ ناشر تركي خلال ثلاثة أيام متتالية وذلك بهدف التقاء بين دور النشر عالمية والمؤلفين والمترجمين  من أجل التبادل الثقافي والترجمة والتعرف على آخر الاصدارات دور النشر برعاية كل من  وزارة  الثقافة والسياحة التركية وغرفة التجارة لمدينة إسطنبول الكبرى و اتحاد الناشرين الأتراك ووكالة الأناضول.

وقد حضر حفل الافتتاح نجل الرئيس التركي بلال أردوغان رفقة وفد رفيع المستوى وشخصيات إعلامية وثقافية في الساحة العربية والتركية والأذربيجانية والافتتاحية كانت لدكتور عيسى حبيب بييلي عضو مجلس الشعب وتعاون ورئيس أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية عن مستقبل النشر ومعارض حقوق التأليف بعد جائحة كورونا ، وقد تم برمجت دولة أذربيجان ضيف لهذه الدورة السادسة للفعالية وتم استضافة أهم شعراء وكتاب دولة أذربيجان ، وتضمنت الفعاليات ندوات حول الأدب الأذربيجاني المعاصر في أدب الشرق والغرب وأثره في العالم وصورته منذ 1950 إلى يومنا هذا و التيارات الأدبية في شعر أذربيجاني في عصر الاستقلال و العلاقات الأدبية بين تركيا و أذربيجان في الربع الأول من القرن العشرين وكذا آفاق القصة البوليسية وترجمتها و التقاء القصة التصويرية مع الحقيقة و اجتماعات B2B عن بعد و اجتماعات B2B بشكل شخصي مع مراعاة مختلف الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا .

كما سيتم توزيع  جوائز إسطنبول لحقوق التأليف التي سوف تقدم لأول مرة  للمؤسسات العالمية التي أثبتت نفسها في عالم النشر والتي ساهمت في تطوير وتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين كافة اللغات وقد تقدمت لهذه الجائزة  52 دار لنشر من 26 دولة وقد قامت لجنة التحكيم بالاطلاع على طلبات دور النشر التي قدمت على الجائزة ولتحصل دار النشر الأولى على ١٠ آلاف  دولار أمريكي و٦ آلاف دولار أمريكي للمرتبة الثانية فيما تحصل المرتب الثالثة على ٤ آلاف دولار أمريكي ، كما تم توزيع جوائز رمزية لمسابقة "لا للكتب المقرصنة" للتصوير.

هذا وقد صرح نائب المنسق العام لبرنامج الزمالة الدكتور التركي  محمد أغيراقجة "نحن الآن في الدورة السادسة من برنامج زمالة إسطنبول، عندما بدأنا في اول دورتين كانت الدعوات مقتصرة على العالم العربي، وبعدما توسعنا واتجهنا للعالمية " ، مضيفا " كان هدف الزمالة الأساسي عند انطلاقنا هو التعريف بالأدب التركي للعالم العربي و لكن الآن اصبح لدينا أهداف آخرى من بينها أن تكون مدينة إسطنبول ملتقى يجمع الناشرين والمؤلفين والمترجمين على مستوى المعمورة..

مؤكدا  أن الناشرين المبتدئين لديهم انتاج ثري ومهم في كثير من الأحيان، ولكنهم لا يجدون فرصة لتقديم انتاجهم المميز، لذلك مثل هذه اللقاءات الثنائية التي تجمع كل دور النشر بمختلف مستوياتها وكذا أبعادها العالمية يستطيع الناشر ان يجد فرصته وان يقدم بضاعته وكتبه للعالم، خاصة ان الناشرين الكبار لا يفوتون هكذا ملتقيات للاطلاع على الجديد في عالم النشر.

ومن جهته أكد الدكتور التركي مصطفى دوغرو  رئيس إدارة اتحاد الطباعة والنشر التركي في تصريح خاص له  "أن هذه الفعالية في طبعتها السادسة انتقلت إلى العالمية فقد شارك خلالها  345 ناشر تم قبول طلبه  من 60 دولة حول العالم ، ضمن طلبات لأكثر من ٨٧٩ ناشر من ١٢٠ دولة وأجد أن الفعالية ناجحة بجميع مقاييس والجوائز المقدمة كانت محفزة ومشجعة  لدور النشر المطورة لهذا المجال ".

كما أبدى سعادته بالقول "نحن سعداء بهذه الفعالية  والتي تم تنظيمها  هذا العام مع ظروف استثنائية وصعوبات يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد  ، لهذا أردنا أن نجدد التأكيد على أن القراءة قادرة على الانتصار على المسافات و المتغيرات، وأن الفعالية لزمالة اسطنبول العالمية ستستقبل كل سنة دولة ضيف شرف لتبرز آدابها وآخر منشوراتها في عالم المعرفة و تقريب دور نشر وكتابها بالعالم وكذا للاحتكاك بالمترجمين لترجمة أهم مؤلفاتهم ودعم دور النشر المبتدئة لتشجيعهم ، وهذا العام تم استضافة دولة الأذربيجان والتي ليست غريبة وليست بعيدة ثقافيا عن تركيا وهم كذلك يقدرون تركيا ويحبونها وهناك العديد من الأمور المشتركة بين البلدين الشقيقين ولها العديد من الكتاب والشعراء والمؤلفين العظماء ، وفي الأخير أشكر تركيا وكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية وكل الداعمين وعلى حسن الاستضافة والاستقبال ، كما أتمني أن يكون هذا التجمع خير وعافية على الجميع "

كما صرح الدكتور  بشار شبارو  الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب ومدير دار النشر الجامعية لجامعة حمد بن خليفة بدولة قطر في تصريح خاص له على هامش الفعالية : "  أن  جائحة كورونا وفرت كما يبدو الوقت القسري للتفرغ للقراءة وسط قبضة عزلة إجبارية وهلع من الوباء وتداعياته ،  أن الكتاب والإنترنت لن يلتهم أحدهما الآخر، ولكنهما يتوافقان إلى أبعد الحدود، لأن المبدأ واحد وهو المشاركة في الفكر والمعلومات ،كما أشك أن الكتاب الورقي سيختفي بفعل ظهور تقنيات الإنترنت، بل  أنه سينتشر أكثر فأكثر بفعل الدعاية الواسعة التي يوفرها الإنترنت ، والأكيد أن الكتاب لن ينقرض والجريدة الورقية لن تنقرض برغم أن الأنترنت سرعت في الحصول على المعلومة قبل  صدور الجريدة الورقية في اليوم الموالي فسابقا كان الاستغناء عنها صباحا بالأمر الصعب والغريب ".

كما أكد الدكتور بشار  شبارو أن الانسان العربي يحب القراءة لكنه ظروفه التي تقف في وجه، ذلك إلا أنه قارئ محب للمعرفة والتطلع وتصفح ،مؤكدا أن هذه الفعالية لزمالة اسطنبول  نقطة التقاء و تعارف بين المؤلفين والكتاب والمترجمين والمثقفين والاعلاميين من مختلف ربوع العالم كما تسهم في التبادل الثقافي بينهم ، مؤكدا أن الكتاب تأثر بشدة العام المنصرم جراء الجائحة الصحية التي عصفت بالعالم .

من جهته أكد الكاتب التركي  محمد غالب دونماز وهو مدير دار النشر سمرقند لكتاب الطفل في اسطنبول و أحد المشاركين في الدورة السادسة لزمالة اسطنبول العالمية في تصريح خاص  :" لقد كانت مشاركتي الثالثة على التوالي في هذه الفعالية ب ٣٠٠ كتاب خاص بالطفل  وهذا العام أصدرنا ألف كتاب بين الكتب الاسلامية والخاصة بالطفل من حكايات وقصص تثقيفية تعليمية و ٥٠ كتاب  في طور الانجاز ".

وأضاف بالقول "يجب  تعزيز قيمة الكتاب والقراءة عند الطفل منذ الصغر لأنه أمر ضروري و يسهم أولاً وأخيراً في صنع ثقافته وثراء شخصيته في المستقبل ولسنوات عمره القادمة، وفِي هذا الوقت التكنولوجي أصبحت هذه المهمة ليست بسهلة وتحتاج إلى جهد كبير "

كما أضاف المؤلف التركي محمد غالب " أن الطفل بطبيعته في أي زمان أو مكان يتأثر وخصوصاً في سنوات عمره الأولى بما يشاهد وبما يسمع، ويتذكر جيداً عندما يكبر ما حكى له أبوه من حكايات وما قصت عليه أمه من قصص، وما قَرَأ وما قُرِئ عليه، فمن الضروري أن يتم اختيار نوع الحكايات والكتب التي يتلقاها جيدا لما لها من دور كبير في تكوين شخصيته وكيف يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل وميوله فينتقل تلقائياً إلى طفل شغوف محب للقراءة ، كما أن  الطفل يبحث  في أوقات فراغه عن مادة جاذبة تلفت نظره، وتخاطبه بلغته وبأسلوبه، وعلى الكاتب أن يعي ذلك وأن لا يتحدث معه بلغة أعلى من مستواه ".

مؤكدا أن ظروف الحجر المنزلي  والتعليم عند بعد في هذه الظروف العالمية الاستثنائية يجب الاهتمام بنفسية الطفل  وتدعيم القراءة لديه لأن لأسرة هي  النواة الأولى والمؤثر الأساسي على الطفل، فلو كان الأهل شغوفين بالقراءة، لانعكس ذلك تلقائياً عليه، كما يجب أن يحتوي البيت على مكتبة ليكبر الطفل بين الكتب ، ويجب على الأهل في هذه الفترة العصيبة  أن تدعم حب القراءة لدى الطفل والمحاولة الابتعاد على الألعاب الالكترونية ، مضيفا أن هذه الفعاليات لها أهمية كبيرة لتعرف على كتاب ومؤلفين من دول اخرى وثقافات آخرى وأن عالم الطفل واحد مهما تغير المجتمع .

من جهتها أكدت احدى المشاركات الأستاذة والمؤلفة الأذربيجانية فاطمة الكساز يوسفوفا ومديرة دار النشر أجيلي بالا المختصة بكتاب الطفل والقصص المصورة  في تصريح لها"هذه مشاركتي الثالثة في هذه الغعالية لزمالة اسطنبول   وأنا سعيدة أن بلدي الأذربيجان هي  ضيف شرف  لهذه الدورة فهناك العديد من المؤلفين والكتاب الذين يجب أن تشتهر كتاباتهم للعالمية  وأن  يعرف العالم بثقافة والحكايات التراثية لبلد الأذربيجان المسلم ".

وأضافت الأستاذة الأذربيجانية فاطمة الكساز بالقول " أن تعلم القراءة لطفل يبدأ من الصغر ومن بداية قدرته على فهم الصور ومحاولة فهم الكتاب من خلال الصور الموجودة به على أنها لغة قائمة بذاتها، بمعنى أن يصبح الطفل قادراً على تحويل المعاني الرمزية التي يراها في الصورة إلى كلمات محسوسة ومفهومة وأن  قراءة الصور هي الخطوة الأولى لتعلم اللغة المكتوبة و لذلك يجب تشجيع الأطفال على فك رموز الكُتُب المصورة ومحاولة فهمها" .

مؤكدة أن  إقبال الطفل الصغير على ممارسة القراءة يتوقف على قدرته على فهم الصور والنصوص المكتوبة خاصة إذا كانت معروضة بشكل جيد وعن طريق القراءة المنظومة والمثمرة يستطيع الطفل إيجاد علاقة بين عالمه الخاص، وخبراته، وبين هذه الأعمال المقروءة وأن  قراءة الطفل لمثل هذه الأعمال والقصص المصورة  يتفاعل معها ويجد نفسه فيها و يجد فيها أشياء جديدة لم يكن يعرفها من قبل وطريقة العرض هذه تنمي قابلية حب القراءة والاستمتاع بالكتاب لدى الطفل وتشعره بالرغبة في الاستمرار في القراءة.

كما قالت المؤلفة الأذربيجانية فاطمة الكساز"  يجد الطفل نفسه متشوقا لمعرفة المزيد عن عوالم جديدة لا يعرف عنها شيئا إلا عن طريق القراءة والتي تزيد إحساس الطفل باللغة وتكسبه القدرة على التعبير عن نفسه، وهذه ظاهرة إيجابية تنمي قدرة الطفل على البحث عن ذاته وما بداخله وخلق إحساس بالرغبة في التعرف على الآخرين الموجودين في العالم الخارجي المحيط وكيفية التعامل معهم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!