ترك برس

توقع صلاح الدين رباني، وزير خارجية أفغانستان السابق، زعيم "حزب الجمعية الإسلامية"، أن يخرج مؤتمر إسطنبول المقرر عقده في أبريل/ نيسان الجاري بمشاركة جميع الأطراف الأفغانية، بنتائج إيجابية تساهم في تحقيق السلام في بلاده.

وفي حديثه لوكالة الأناضول التركية، أوضح رباني أن أعضاء الوفد الأفغاني المشارك في مفاوضات العاصمة القطرية الدوحة، جرى اختيارهم من قبل الرئاسة الأفغانية "وبالتالي لم يكن وفدًا شاملاً، ولم يمثل جميع المكونات السياسية والقومية".

وقال إن "حزب الجمعية الإسلامية" الذي يترأسه، سيشارك في مؤتمر إسطنبول للسلام، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى، مشيرًا أن التقديرات تظهر أن المؤتمر سيخرج بنتائج وقرارات مهمة تصب في صالح عملية السلام.

وأكد أن تركيا حليف قوي للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وبلد صديق لأفغانستان منذ القدم، فضلًا عن أنها دولة قوية في المنطقة وتتمتع بمكانة ودور مهمين في العالم الإسلامي.

** الجهود التركية لتحقيق السلام

ولفت رباني إلى أن تركيا تعتبر أفضل صديق لأفغانستان، قائلًا: "عملت تركيا ولا سيما خلال السنوات العشرين الماضية، من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان، بالإضافة إلى ذلك، أطلقت قمة ثلاثية تركية أفغانية باكستانية من أجل إحلال السلام في أفغانستان فضلًا عن مؤتمر إسطنبول".

وشدد على أن الهدف الأساسي لهذه المؤتمرات هو خلق جو من الثقة، بغية إحلال السلام في البلاد، مشيرًا أن تركيا بذلت جهودًا حثيثة لصالح أفغانستان ولعبت دورا هاما في إنجاح عملية السلام.

وأكد أنهم سعداء للغاية بمؤتمر إسطنبول للسلام، لا سيما وأن بلاده تعاني منذ 42 عامًا من مشاكل كبيرة، وأن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تؤيد الآن إحلال السلام الذي يقبله الجميع في أفغانستان، في أسرع وقت ممكن.

وذكر رباني أن مفاوضات الدوحة، جرت قبل الانتخابات الأمريكية، معربًا عن اعتقاده بأن تلك المفاوضات اُستغلت كجزء من الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

** مؤتمر إسطنبول سيشكل فرصة كبيرة لجميع الأطراف

واعتبر رباني أن مؤتمر إسطنبول يشكل فرصة كبيرة لجميع الأطراف في أفغانستان، لذلك ينبغي على حركة طالبان والحكومة الأفغانية ودول المنطقة دعم جميع التحركات الرامية لإحلال السلام في ذلك البلد.

وشدد على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في مؤتمر إسطنبول وإظهار حسن النوايا، من أجل الخروج بنتائج تصب في صالح عملية السلام الأفغانية، وأضاف: "يجب أن تنتهي الحرب وأن يوضع حد لقتل المدنيين".

وتابع: "أتقدم بشكري لتركيا على المساهمات التي تقدمها من أجل دعم عملية السلام في أفغانستان، وكذلك خلق الفرص من أجل إجراء مفاوضات بين الفرقاء الأفغان، لقد انحازت تركيا دائمًا إلى جانب الشعب الأفغاني".

** عملية السلام مع طالبان

وكانت الولايات المتحدة، الدولة ذات الوجود العسكري الأجنبي الأكبر في أفغانستان، وقعت اتفاقية مع حركة طالبان في الدوحة، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتعهدت إدارة ترامب بأن تغادر جميع القوى الأجنبية أفغانستان بحلول 1 مايو/ أيار 2021، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في 29 فبراير/ شباط 2020، دون أن تقوم الإدارة الأمريكية وقتها بالتشاور مع حلفائها داخل الناتو.

طالبان بدورها، تعهدت بعدم مهاجمة القوات الأجنبية حتى تتم عملية الانسحاب المتفق عليها.

في العام الماضي، أطلقت الحكومة الأفغانية سراح حوالي 5 آلاف سجين من أعضاء طالبان، فيما أطلقت الأخيرة سراح ألف شخص احتجزتهم لديها رهائن، فيما خفضت الولايات المتحدة عدد جنودها في أفغانستان.

وفي هذا الإطار، واصلت طالبان تحركاتها ضد قوات الأمن الأفغانية، معتمدة على أن الاتفاق الذي توصلت إليه مع واشنطن نص على عدم مهاجمة القوات الأجنبية فقط.

ووفقًا لبعثة الأمم المتحدة للإغاثة في أفغانستان "يوناما"، فقد أكثر من 3 آلاف مدني حياتهم في أفغانستان نتيجة أعمال عنف وذلك بعد توقيع اتفاقية السلام المذكورة بين الولايات المتحدة وطالبان.

وتتهم عدة شخصيات فاعلة في الحكومة الأفغانية على رأسهم عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة، طالبان بعدم الالتزام بمخرجات اتفاق الدوحة، مطالبين الحركة بإنهاء عملياتها المسلحة وإعلان وقف إطلاق نار شامل.

من ناحيتها، تؤكد طالبان أنها لا تهاجم القوى الأجنبية من خلال الامتثال لاتفاقية الدوحة، فيما تقول إنها تنتظر انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول 1 مايو 2021، وإقامة إدارة انتقالية في البلاد، وإطلاق سراح السجناء، وشطب قيادات الحركة من قوائم المنظمات الإرهابية.

وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنّ بلاده تعمل على عقد اجتماع حول عملية السلام في أفغانستان، بمدينة إسطنبول في أبريل الحالي.

وأشار الوزير التركي أن الاجتماع يأتي بناء على مقترح من الولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق سلام في أفغانستان، ومشاركة تركيا في العملية، لا سيما وأن أنقرة محل ثقة للأطراف في أفغانستان.

ولفت إلى أن تركيا تعتزم تعيين ممثل خاص لأفغانستان من أجل دفع عملية السلام، وأنّ اجتماع إسطنبول ليس بديلا عن اجتماع الدوحة وإنما مكمل له، مؤكدا أنّ "الاجتماع سيكون بالتنسيق مع قطر الشقيقة".

وشدد تشاووش أوغلو على أنّ هدف اجتماع إسطنبول يتمثل في إيجاد صيغة من أجل ديمومة واستمرارية المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان، قائلاً: "ربما لن يتم التفاهم في اجتماع واحد على كافة القضايا الخلافية، وربما لا يتمخض عن الاجتماع حل".

وأعرب الوزير التركي عن ثقته في تحقيق بلاده إضافة حقيقة خلال اجتماع إسطنبول المرتقب بين الأطراف الأفغانية، بالتعاون مع المجتمع الدولي، مبينًا أن بلاده تتواصل مع ممثل طالبان بشأن المحادثات، وأنها طلبت من الحركة "التوقف عن شنّ الهجمات، لعدم جدوى عقد محادثات في ظل هجمات مسلحة".

وأشار إلى أنه التقى بعد حفل توقيع الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة العام الماضي في الدوحة، رئيس وفد طالبان، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطر ملا عبد الغني برادر.

كما لفت إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقى نظيره الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية بأفغانستان، عبدالله عبدالله.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!