د. محمد وجيه جمعة - خاص ترك برس

تبدأ رحلة الإنتماء التركماني لهذه الجغرافية مع التقاء أول نقطة دم لأول شهيد تركماني مع تراب الشام.. وأقول شهيد لأن دمه كان في سبيل الله و الوطن وضد الغزاة و الظالمين..

سورية الدولة هي مرحلة من هذا المسار الذي جاء نتاج حرب عالمية كنّا جزءً من غنائمها.. أما سورية الوطن فهي موجودة في الوجدان التركماني بكل معاني الوفاء والإخاء مع كل الطيف الديني والقومي السوري.

مع انطلاقة الثورة السورية جددنا العهد بالوفاء للوطن السوري بالكثير من الشهداء.. ذقنا العذاب ضعفين في المعتقلات والتهجير القسري.

حول ما يسمى الانتخابات الرئاسية التي يتم التحضير لها في ٢٦- أيار- ٢٠٢١ نرى أنها استكمال لفصول جرائم العصر..

الجريمة بدأت بقصف الأحياء وتدمير المدن وتمرير استخدام السلاح الكيماوي واعدام المعتقلين وتهجير الملايين وقصف المشافي والمدارس..

صور قيصر والمليون ورقة التي استكملت كل أركان التجريم يتراكم عليها غبارٌ وألمٌ وخوفٌ ودموع.

فصل ما يسمى الانتخابات هو محطة قاسية للتركمان ولكل المكونات السورية ، إنه الإصرار على المضي في الكارثة التي ستستبدل العدل بالظلم والحق بالباطل وستخلط بين المجرم والضحية.

انها مقدمات الإنهيار الكوني الكارثي الذي تراكمت على عاتقه كل الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وكل أشكال الاستباحة للشرعة الالاهية ، وكذلك انهيار كل المواثيق والأعراف والقوانين الوضعية ...انهم يسمحون و يوافقون ويشاركون بالانهيار الكبير للمنظومة الإنسانية، انهم كالشيطان الذي لا يريد ان يرى او يسمع... ويمتنع عن قول الحق ... ويحسب ان له ما يعصمه من الانهيار.

قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها ٢١١٨ و ٢٢٥٤ تحت اقدام طغاة العصر تأخذ مكانها الى جانب القرار ٢٤٢ بخصوص القدس ...لعله التسلسل الزمني.

لا بد من إجراء مراجعة لكل المؤسسات الدولية و أنظمتها وقوانيها ومفاهيمها وخاصة ما يتعلق بالإنسان وكرامة وقدسية الإنسان وكذلك العدالة.

لا يمكن السكوت على ما يحضّر له في سورية من جريمة ضد الحضارة البشرية بتنصيب مجرم حرب لرئاسة إحدى أعرق الحضارات الإنسانية وإحدى أقدس الأماكن وأقدم عواصم العالم.

الشعب السوري صانع أول أبجدية بالتاريخ لن يرضى بمجرم حرب معتوه ، و سيلقيه خلف القضبان مع كل من والاه.

نحن تركمان سورية سنستنهض روح البذل والعطاء والتضحية مستحضرين ذكرى نور الدين الزنكي والب أرسلان لتكون سورية وطناً للحرية والكرامة، وكذلك سنعمل يداً بيد مع كل السوريين الشرفاء مجسدين بوحدتنا كل معاني الحق والقوة التي تمنح وتمنع الشرعية.

عن الكاتب

د. محمد وجيه جمعة

سياسي سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس