ترك برس

قال الجنرال العسكري التركي، عبد الله أغار، إن الهجمات الجوية التي تشنها روسيا في إدلب، قد تقل في حال سير اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على ما يرام.

جاء ذلك في حوار أجراه مع موقع "عربي 21"، حيث سلّط فيه الضوء على القمة المرتقبة في موسكو، بين أردوغان وبوتين، وانعكاساتها على الوضع في إدلب وسوريا بشكل عام.

وقال الخبير الأمني التركي، إن اللقاء بين الرئيس أردوغان ونظيره الروسي قد يسهم في تخفيف الهجمات الروسية على إدلب لا إيقافها، مشيرا إلى أن المعضلة تكمن في الهيمنة السورية على القوى الموجودة في المنطقة، وتشابك الملفات الجيوساسية بين أنقرة وموسكو في مناطق عدة.

وأوضح الخبير الأمني والاستراتيجي عبد الله أغار، أن الإشكالية تكمن الآن، في أن القوات الروسية زادت من هجماتها على إدلب وتفرض إرادتها على القوى الأخرى بما فيها قوات الأسد التي أصبحت وكيلا للأهداف السورية هناك.

وأضاف الجنرال المتقاعد، أن قوات النظام السوري قيدت إرادتها أو أهدافها بشأن إدلب بالمبادرة الروسية فقط.

وتابع، بأن ذلك يأتي في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي هجمات على قوات الأسد، والمليشيات الإيرانية وعناصر الحشد الشعبي، ولا تبدي روسيا أي ردة فعل تجاه ذلك أو حتى إنها لا تشكل نظام حماية أو دفاع لتلك الجهات.

ورأى أن الأهداف الروسية ومواقفها في سوريا تختلف عن تلك القوى، موضحا أنه القوات الروسية زادت من هجماتها في إدلب بشكل كبير.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه عدد الهجمات الروسية في إدلب إلى 30- 35 هجمة طوال العام الماضي، فإن عددها وصل إلى 40- 50 في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

وأضاف أنه خلال الشهرين والنصف أو الثلاثة أشهر الأخيرة، سجل 80- 90 هجمة روسية على إدلب، وكانت جميع الهجمات التي يشنها نظام الأسد بأوامر روسية.

وشدد الخبير الأمني التركي، على أن صانع القرار في الصراع المحتمل في إدلب ليس نظام الأسد بل روسيا.

ولفت إلى أن الهدف الرئيس من اللقاء المرتقب، واللقاءات التركية-الروسية، هو الهجمات الروسية المتزايدة في إدلب والأحداث التي نجمت عنها.

ورأى أن روسيا تسعى من خلال الزيادة بالهجمات الجوية على إدلب، إلى الضغط على تركيا ودفعها عملية المفاوضات بين أنقرة وموسكو بشأن الجماعات المتطرفة في شمال غرب سوريا.

وأوضح أن موسكو تريد إجبار تركيا على تطهير إدلب من الجماعات الراديكالية، وهذا هو السبب الرئيس في الضغط الروسي على أنقرة التي وافقت على ذلك سابقا بموجب الاتفاقيات بين البلدين.

ونوه إلى أن أنقرة ترى أن التكوينات المتواجدة في إدلب ليست أطرافا راديكالية على الساحة الدولية، وجميع العناصر هم من السوريين، يعني أن التكوينات التي يتم ربطها بالقاعدة أو جبهة النصرة هي عناصر محلية.

وتابع، بأن الكفاح ضد المجموعات المتطرفة، ظهر بمعادلات مختلفة في المنطقة، والأشخاص المطلعون هناك يعلمون أن القوى المتواجدة هناك تعمل جنبا إلى جنب مع تلك المجموعات.

ورأى أن الهجمات الجوية التي تشنها روسيا في إدلب، قد تقل في حال سير لقاء الزعيمين الروسي والتركي على ما يرام.

وأشار إلى أن الهجمات الجوية هي بسلاح روسي يتم استخدامه بين الفينة والأخرى، ولا يمكن إيقافه.

الخبير العسكري والأمني التركي، رأى أنه يجب أولا حل النزاع والاختلاف بين أنقرة وموسكو في شمال غرب سوريا، مشددا على أن الطرفين يجب أن يفهما بعضهما وفقا للمعادلات الجيوسياسية التي تتأثر بها إدلب.

وأضاف أن المسار المهم في المفاوضات بين تركيا وروسيا، هو الطريق الدولي "أم4"، والذي يعد شريان الحياة الرئيس بالنسبة لسوريا، وهو طريق يمتد إلى الموصل في العراق.

ولفت إلى أنه سيتم التوصل إلى اتفاق بشأن "أم4"، ولكن الأمر لا يتعلق بأنقرة وموسكو في إدلب أو الطريق الدولي في سوريا.

وأوضح أن هناك العديد من الملفات بين البلدين، سواء في ليبيا أو قره باغ، أو سوريا بشكل عام، أو ما طرأ مؤخرا بشأن أفغانستان، بالإضافة إلى المجالات الجيوسياسية وأفق التعاون أو المواجهة في المستقبل بين البلدين، مشددا على أن القضية الأهم هي الثقة بينهما.

ونوه إلى أن العلاقة بين تركيا وموسكو، راوحت بين مصطلحات جديدة؛ "التعاون التنافسي"، والتعاون الكفاحي"، و"التعاون المتضارب"، و"التعاون القتالي". ولفت إلى أنه "بينما تبتعد تركيا عن الولايات المتحدة فإن روسيا لم تتمكن من تطوير رؤية، وتصرفت كالمبشرين، فهل ستتصرف حاليا بمكر أم ستلعب لعبتها بشكل أقوى؟".

واستبعد أغار، أن يتم التوصل إلى حل لتسوية الوضع في إدلب، في ظل استمرار العداء بين الجماعات المسلحة هناك، وقوات النظام السوري، وفي ظل استمرار الصراع الطائفي والفتنة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.

ورأى أن ما يحدث في سوريا، قد يتم تعريفه على أنه حرب أهلية، لكن الطابع الأساسي بما يجري يتعلق بالفتنة الطائفية التي تعيشها الجغرافيا الإسلامية، والتي تركت بصمة في عصرنا الحالي، والمجتمعات الإسلامية لا تبحث عن وعي أمام هذه الفتنة، ولا تميل إلى حلها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!