ترك برس

يعمل رجال الإطفاء ليل نهار بمكافخة الحرائق، مضحين بحياتهم في سبيل إنقاذ أرواح وممتلكات الآخرين، وتحتفل البلديات التركية بأسبوع الإطفاء كل عام، بهدف التوعية بمخاطر الحرائق والكوارث الطبيعية وتقدير جهود رجال الإطفاء.

شهد رجل الإطفاء حسين غورتشاي، الذي يؤدي وظيفته منذ 17 عاما، على الكثير من الحوادث والكوارث في عموم تركيا، حيث يكافح مع رجال الإطفاء ليل نهار مضحين بحياتهم لإنقاذ أرواح وممتلكات الآخرين.

لم تبق مدينة لم يذهب إليها غورتشاي، ولا كارثة لم يشهدها طوال حياته المهنية، يلقي بنفسه في وسط السنة النيران الملتهبة، باحثا عن نفس أو صوت في أنقاض المباني، ففي الوقت الذي يهرب فيه الجميع من النيران نرى رجال الإطفاء يلقون بأنفسهم داخل النيران، متخليين عن الخيط الرفيع ما بين الحياة و الموت، يدفعهم لذلك واجبهم الإنساني والوطني.

تحدث غورتشاي عن مهنته قائلا: "لا توجد مهنة في الحياة تشعر بها بسعادة إنقاذ الأرواح مثل مهنتي، لا أنسى الموقف الذي جرى لي في أعوام عملي الأولى، حين حملت طفلا حرق نصف جسده من الطابق الثاني، كان يتنفس إلا أنه للأسف توفي في المستشفى. لم أستطع بعد ذلك تحمل رؤية الأطفال بهذا الوضع، وقلت في نفسي إنني سأترك هذه المهنة، ولم أستطع أن أعود لرشدي إلا بعد أكثر من أسبوع".

يعد المقر الرئيسي لإدارة الإطفاء في أنقرة منزل غورتشاي الثاني، الذي يتناوب فيه على الدوريات مع أصدقائه لمدة 24 ساعة، وكان دعاء الجميع المتواصل بأن لا تدق صفارات الإنذار الطويلة في المقر، وأن تسير أمور العمل ببطء.

أضاف غورتشاي: "يقولون لنا كيف تتحملون؟ نحن في الواقع نخدع أنفسنا بصمودنا وتحملنا في عقلنا الباطن، ثم نصمد عند حدوث أي حادثة ونبذل قصارى جهدنا لإطفاء النيران وإنقاذ الأرواح. الحديث عن ذلك سهل جدا ولكن في الحقيقة إنه أمر صعب جدا، لإن إنقاذ حياة إنسان أو حياة دجاجة أو قطة أو كلب هو أمر مهم بالنسبة لنا ففي نهاية المطاف الأرواح غالية علينا".

كما احتفل أهالي حي بمنطقة "ألتينداغ" في العاصمة أنقرة بأسبوع الإطفاء، وقاموا بمفاجأة فريق الإطفاء عبر تقديم نداء كاذب. كان في انتظار رجال الإطفاء بالحي مفاجأة سارة، حيث بدأ تفجير الألعاب النارية وإشعال المشاعل فور وصول سيارة الإطفاء إلى الحي، كما تم الترحيب بهم بالأعلام التركية، ورفع الأطفال بحماس اللافتات بأيديهم.

تأثر رجال الإطفاء بالمفاجأة التي أعدها لهم الأهالي، بمناسبة الاحتفال بأسبوع الإطفاء، ثم قطعوا الكعكة المعدة لهم.

من الجدير بالذكر أن أسبوع الإطفاء يبدأ في 27 أيلول/ سبتمبر وينتهي في 3 تشرين الأول/ أكتوبر، وتحتفل به البلديات التركية كل عام من خلال تنظيم فعاليات مختلفة، بهدف توعية المجتمع ضد الحرائق والكوارث الطبيعية. وقد تشكّلت فرق الإطفاء في تركيا قبل 306 أعوام في عهد الدولة العثمانية. وخط إنذار الحريق هو 110.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!