ترك برس

أحيت أذربيجان وتركيا قبل أيام، الذكرى السنوية الأولى لتحرير إقليم "قره باغ" من أرمينيا، في خطوة شكلت بداية لمرحلة اكتسبت فيها علاقات البلدين زخماً أدت في النهاية لإعادة تشكيل توازنات منطقة القوقاز.

وبالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لانتهاء معارك "قره باغ"، تشهد منطقة جنوب القوقاز تبدلا واسعا في ملامح الجغرافيا السياسية وتوزيع النفوذ ومعادلات إقليمية جديدة.

وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه في إقليم قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينصّ على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.

وبحسب مراقبين فإن تركيا باتت الحليف الإستراتيجي الإقليمي الأهم لأذربيجان عقب الدور التركي البارز والدعم الكبير الذي قدمته أنقرة لباكو إبان وبعد حرب إقليم قره باغ.

وسبق أن أشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى أنّ تلك الحرب أظهرت عمق الروابط بين بلاده وتركيا، وكان للشركات التركية أولوية في المناقصات المتعلقة بعملية إعادة إعمار إقليم قره باغ.

وصدرت أنقرة آليات إزالة ألغام إلى باكو، وأرسلت القوات المسلحة التركية فرقا مختصة بالبحث عن الألغام وإزالتها، بدءا من ديسمبر/كانون الأول 2020. وتواصل الفرق التركية أداء مهامها لدعم أذربيجان منذ نحو عام كامل، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال زيارة رسمية في الأسبوع الأخير من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأذربيجاني- في مراسم افتتاح مطار فضولي الدولي، وتبع ذاك وضع حجر الأساس لطريق سريع في مدينة فضولي المحررة في قره باغ.

واستفادت تركيا من شق ممر "زنغازور" يحوي طرقا سريعة وخطوط سكك حديدية عبر الأراضي الأرمينية من أجل ربط أذربيجان بأراضيها الواقعة في منطقة نخجوان، حيث إن هذا الممر يُتيح لتركيا الوصول إلى أراضي أذربيجان، وبلوغ آسيا الوسطى.

وبعد 7 شهور من انتهاء حرب قره باغ، أعلنت كل من أذربيجان وتركيا التوقيع على "إعلان شوشة"، وهو بمثابة خريطة طريق لتعزيز التحالف الإستراتيجي بين البلدين، والتمهيد لآفاق جديدة من التعاون طويل الأمد بينهما مستقبلا في عدد من المجالات الحساسة.

وقع الإعلان كل من الرئيس علييف والرئيس أردوغان، وذلك خلال الزيارة الأولى من نوعها للرئيس التركي إلى مدينة شوشة العاصمة الثقافية لإقليم قره باغ.

ويتناول الإعلان بشكل أساسي استعداد الطرفين لتقديم الدعم العسكري اللازم في حال تعرض أي منهما لأي اعتداء خارجي أو تهديد لوحدة وسلامة وسيادة أراضيهما من قبل دولة ثالثة.

وفي سياق متصل، أشاد السفير الأذربيجاني في أنقرة، رشاد ممدوف، بالتعاون العسكري القائم بين بلاده وتركيا.

وأضاف في حوار مع الأناضول، أن تركيا وأذربيجان لديهما علاقات مشتركة في العديد من المجالات.

وأكد أن تركيا وأذربيجان قدمتا الدعم لبعضهما البعض في جميع الأوقات، مبيناً أن شعبي البلدين لديهما قضايا مشتركة.

وأشاد السفير بالتعاون العسكري مع تركيا، لافتاً إلى وجود العديد من المهام أمام البلدين لتعميق التعاون والانسجام بين قواتهما المسلحة.

ووصف "ممدوف" زيارات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى أذربيجان، خلال العام الحالي، بـ "التاريخية."

وفي سياق آخر، قال السفير إن فتح ممر "زنغزور" سيوحّد العالم التركي.

ويوفر الممر المذكور رابطا جديدا بين تركيا وأذربيجان، حيث يعبر أراضي ولاية زنغزور الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناختشيفان الأذري ذاتي الحكم المحاذي لتركيا.

من جانبه، أكد السفير التركي في باكو جاهد ياغجي، مواصلة بلاده دعم أذربيجان في إعادة إعمار إقليم "قره باغ"، كما دعمتها خلال تحريره من أرمينيا.

وقال ياغجي، في حديثه خلال زيارته مكتب الأناضول في باكو، إن تركيا تشارك أذربيجان تجربتها في القطاعين العام والخاص وفي العمل المؤسساتي.

وأوضح أن تركيا تبذل ما في وسعها لتقديم الدعم لأذربيجان فيما يتعلق بإعادة إعمار "قره باغ"، مشيراً إلى إعداد مشاريع "خطة عمل قره باغ" و"خطة العمل الزراعية" في الإقليم بدعم من تركيا.

وأفاد بأن 12 شركة تركية ساهمت أيضاً في بناء مطار فضولي الذي تم افتتاحه مؤخراً.

وتابع: "الشركات التركية تتولى أيضاً مشاريع بناء الطريق البري والخط الحديدي في ممر زنغزور".

ويوفر الممر المذكور رابطا جديدا بين تركيا وأذربيجان، حيث يعبر أراضي ولاية زنغزور الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناختشيفان الأذربيجاني ذاتي الحكم المحاذي لتركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!