
ترك برس
عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤتمرًا صحفيًا في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، قبيل مغادرته إلى مدينة نيويورك الأمريكية لحضور اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
"لطالما دعمنا جهود الإصلاح في الأمم المتحدة"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة ستُعقد تحت شعار: "معا أفضل.. 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، وقال: إن "الهيكل الحالي للأمم المتحدة، الذي يعكس ظروف ما قبل ثمانين عامًا، عاجز عن الوفاء بمسؤولياته الأساسية. فلا يوجد أي مبرر لترك حلّ الأزمات الإنسانية رهينة برحمة الدول الخمس التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي. لقد أعلنّا هذه الحقيقة المريرة قبل اثني عشر عامًا من منبر الأمم المتحدة، مؤكدين أن: العالم أكبر من خمسة. وقد أثبتت التطورات المتعاقبة منذ ذلك الحين صدق رؤيتنا وصحة موقفنا.
وتابع "في الواقع، باتت الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة مطلبًا مترددًا حتى على لسان الأمين العام نفسه. لقد دعمنا على الدوام جهود الإصلاح في المنظمة الدولية، وسنواصل هذا النهج بلا تردد. وفي خطابي أمام الجمعية العامة، سأؤكد مجددًا موقفنا الذي يجسد ضمير الإنسانية، ويسعى إلى إيجاد حلول جذرية للمشكلات، ويدعم كل المبادرات الرامية إلى تسوية القضايا العالقة".
"ما يميز اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة، أنها ستشهد اعتراف العديد من البلدان بدولة فلسطين"
قال الرئيس أردوغان: إن "ما يميز اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة، أنها ستشهد اعتراف العديد من البلدان بدولة فلسطين. آمل أن يساهم الاعتراف بفلسطين في تسريع تنفيذ حل الدولتين. من التطورات السارّة للغاية بالنسبة إلينا أن الإدارة الجديدة في سوريا المجاورة، التي نالت حريتها بفضل ثورة الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد أربعة عشر عامًا من سفك الدماء والظلام، حاضرة هناك أيضًا. أنا على ثقة أن هذه الجمعية العامة ستسهم في تحقيق السلام الدائم لإخوتنا وأخواتنا السوريين، الذين عانوا معاناةً شديدة ودفعوا ثمنًا باهظًا في سبيل حريتهم. وخلال زيارتي، أعتزم لقاء عدد من رؤساء الدول والحكومات، فضلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. أما في الاجتماع الإقليمي حول غزة، الذي سيُعقد بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فسنناقش مع قادة الدول الشقيقة الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها لوقف نزيف الدماء في غزة".
"القضايا الإقليمية ستتصدر جدول أعمالنا"
قال الرئيس أردوغان: "سأتوجّه إلى واشنطن يوم الخميس، الموافق 25 سبتمبر/أيلول، حيث سألتقي بصديقي العزيز، الرئيس دونالد ترامب. وسنتناول خلال لقائنا موضوعات من شأنها تعزيز تعاوننا الثنائي، ولا سيما في مجالات التجارة والاستثمارات والصناعات الدفاعية. وبطبيعة الحال، ستتصدر القضايا الإقليمية جدول أعمالنا. وبصفتنا صديقين وحليفين، تزداد أهمية التشاور والتنسيق الوثيق بيننا يومًا بعد يوم. وقد عبّرنا بالفعل عن دعمنا لرؤية الرئيس ترامب للسلام العالمي وجهوده المبذولة في هذا المسار. نحن نؤمن بأن لا خاسر في السلام العادل. نحن كقادة تقع على عاتقنا مسؤوليات جسيمة لحماية السلام، وترسيخ الاستقرار، ووضع حدّ للصراعات والتوترات في منطقتنا. ومنذ اليوم الأول عملنا بهذه الروح، منخرطين في دبلوماسية نشطة تهدف إلى إيجاد حلول للمشكلات عبر الحوار. وما زلنا متمسكين بهذا النهج. نحن نريد وضع حد لسفك الدماء وانهاء المعاناة تمامًا، وأن يعمّ الهدوء كل شبر من منطقتنا. كل ما نقوم به إنما هو من أجل هذه الغاية، وسنواصل مسيرتنا على هذا النهج".
كما أجاب الرئيس أردوغان، على أسئلة الصحفيين.
وفي معرض جوابه على سؤال حول موقف الولايات المتحدة حيال مسألة الاعتراف بفلسطين كدولة وما هي المبادرات الدبلوماسية التي ستتبناها تركيا في هذا السياق، قال الرئيس أردوغان: " كما تعلمون، زارنا الرئيس محمود عباس، وأجرينا معه محادثات مطوّلة في أنقرة. لقد واجهت فلسطين، ولا تزال، تحديات بالغة الخطورة في المنطقة، وقد وقفنا دائمًا إلى جانبها وسنواصل ذلك. ورغم كل ذلك، للأسف الشديد لم يقف العالم إلى جانب فلسطين بالقدر المطلوب. لكن في الآونة الأخيرة، اعترفت ما يقارب 140 دولة بفلسطين في الأمم المتحدة، وهو أمر مشجّع بلا شك. وهذه المرة، سنشهد أيضًا انضمام بعض الدول الأخرى للاعتراف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن ممتنين لذلك. ونأمل أنه كلما ازداد هذا العدد، تسارعت بمشيئة الله تعالى وتيرة الاعتراف بدولة فلسطين".
كما أجاب على سؤال حول ما هو مصير الوضع في سوريا بعد اجتماعات الأمم المتحدة؟ وما الذي سيتغير؟ قائلًا: "بالطبع، لقد مرّ وقتٌ طويل، وبعد هذه الفترة، استعادت سوريا هويتها واستقلالها، وهو ما منحنا الطمأنينة كجارٍ حقيقي. وقد كان للزيارات المتواصلة التي قام بها بعض أصدقائنا إلى سوريا، ولتزايد تضامننا هناك، دورٌ أساسي في إطلاق مرحلة جديدة في هذا البلد. ومؤخرًا، التقينا في قطر بالسيد أحمد الشرع، إلى جانب وزير الخارجية. وقد أعقب ذلك زيارة قام بها مدير استخباراتنا إلى سوريا، على أن نستضيف قريبًا السيد الشرع ووزير الخارجية في أنقرة. كما ستتاح لنا فرصة اللقاء بهما في "البيت التركي" بالولايات المتحدة، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. نؤكد أننا لن نتخلى عن سوريا، وسنسخّر كل الوسائل المتاحة لنا لتعزيزها يومًا بعد يوم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!