ترك برس

حذرت صحيفة " ساوذ تشاينا مورنينح بوست " من أن سعي روسيا إلى إعادة تأسيس مجال نفوذها في الحقبة السوفيتية، وتوجه تركيا نحو آسيا الوسطى ، قد ينتهي بصدام مصالح بينهما ، مشيرة إلى أن عودة النفوذ التركي إلى آسيا الوسطى سيكون له تداعيات أكبر على الصين.

وقالت الصحبفة في مقال نشر على موقعها الإلكتروني، إن ما يحدث على الحدود الأوكرانية لا يتعلق بشعور روسيا بالتهديد بل يتعلق بسعي موسكو لإعادة تأسيس مجال نفوذها في الحقبة السوفيتية.

وأضافت أن حملة الضغط هذه ليست جديدة ولا مفاجئة،  فتاريخيا  كانت روسيا مهووسة بالسعي للوصول إلى البحار الدافئة. نجحت في الوصول إلى البحر الأسودوانتزعت شبه جزيرة القرم من السلطان العثماني، ثم توسعت في البلقان، وهو ما أدى لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

ووفقا للصحيفة، فإن التطور الثاني ، المتعلق بما يحدث على الحدود الأوكرانية ، هو دعم تركيا الواضح لأوكرانيا، فقد  سافر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى كييف في 3 فبراير للإعلان عن صفقة لإرسال طائرات بدون طيار عالية المستوى إلى الدولة المحاصرة.

وتابعت الصحيفة  بأن أسباب الحشد الروسي على حدود أوكرانيا، والدعم التركي للأخيرة هو أن موسكو وأنقرة بداتا العمل بقوة للعودة إلى المسرح العالمي.

وتقول الصحيفة إن الخطر يكمن في تصادم الطموحات الروسية والتركية، لأن لديهما مصالح متعارضة في القوقاز، وتتداخل مجالات نفوذهما وتولد التناقضات في آسيا الوسطى.

تتجلى خلافات البلدين فيما يتعلق بجورجيا وأوكرانيا وأذربيجان ومولدوفا ، والدول المستقلة المهددة بالتوسع الروسي ، لكن تركيا تقف إلى جانبها وتدعمها بحزم .

أدت الحرب القصيرة ولكن الدامية بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورنو كاراباخ العام الماضي إلى ظهور التوترات الروسية التركية على السطح ، حيث دعم الطرفان الطرفين المتعارضين ،  وهو وضع مشابه للوضع في سوريا وليبيا ، والآن أوكرانيا.

ورأت الصحيفة أن من شأن التوترات الروسية التركية المطولة أن تزعزع استقرار آسيا الوسطى، ولكن التوجه التركي نحو الدول الآسيوية ولاسيما دول آسيا الوسطى سيكون له تداعيات أكبر على الصين.

وأوضحت أنه بالنسبة إلى كثير من دول جنوب وجنوب شرق آسيا التي يسكنها مسلمون، وفي مقدمتها ماليزيا، تظل تركيا منارة ونموذجًا لكيفية اندماج الإسلام مع الحداثة.

وأضافت أن أي أمة مسلمة تقف في وجه قوة أوروبية ستلقى بلا شك الثناء في هذه المنطقة ، وهو ما يعطي الإسلام السياسي الذي تدعمه أنقرة دفعة قوية، على حد قولها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!