ترك برس-الاناضول

يعرض متحف البسط والسجاد في ولاية "وان" التركية (شرق) لزواره مجموعة واسعة من السجاد والبسط التاريخية المنسوجة بزخارف تعكس الذوق الرفيع الذي تميزت به نساء المنطقة.

كما يأخذ المتحف زواره في رحلة عبر التاريخ، من خلال عرضه باقة من الزخارف التي أبدعتها أنامل نساء المنطقة، وعكستها مع مشاعر الحب والذوق الرفيع على السجاد والبسط التي تشتهر الولاية بإنتاجها.

وفي متحف السجاد والبسط التاريخية الذي تم إنشاؤه بدعم من مركز أبحاث الحرف اليدوية التركية في جامعة "وان"، يتم عرض نماذج واسعة تعكس ثقافة حياكة السجاد والبسط والتي تعد من بين أهم الحرف اليدوية في المنطقة.

كما يجري في المتحف عرض 293 سجادة وبساطًا تاريخيًا، تحمل بين جنباتها مجموعة فريدة من الزخارف المختلفة التي أبدعتها نساء المنطقة في فترات زمنية مختلفة.

كما يتضمن المتحف ورش عمل توفر لنساء المنطقة فرصة تعلم الحياكة على النول، وإتقان فن حياكة السجاد والبسط، وكذلك إجراء أبحاث علمية حول أصناف السجاد والبسط محلية الصنع.

وقالت مديرة مركز أبحاث الحرف اليدوية التركية في جامعة "وان"، سيبل لوند أوغلو، لوكالة الأناضول، إن ورش العمل في المتحف تنتج من عام 1990 أنواع مختلفة من السجاد والبسط يدوية الصنع.

وأضافت لوند أوغلو، أن المتحف يحتوي على قاعتين تقومان منذ 32 عامًا بعرض 158 سجادة ذات قيمة تاريخية كبيرة، تمت حياكتها في فترات زمنية مختلفة في ولايتي وان وهكّاري (جنوب شرق).

وأشارت إلى أن تاريخ حياكة السجاد في ولاية وان غارق في القدم، كما أن المتحف يمتلك أنواع مختلفة من السجاد، يرجع تاريخ حياكتها لأكثر من 100 عام.

ولفتت الى أن المتحف يعرض أيضًا نماذج مهمة من السجاد والبسط ذات القيمة التاريخية، والتي جرى إحضارها من مختلف الولايات التركية، إلى جانب نماذج من السجاد والبسط المنتج محليًا.

وتابعت: "خلال أشهر الصيف، نقوم بتهوية السجاد في الخارج وتعريضه لأشعة الشمس وكذلك مسح السجاد والبسط بمادة النفثالين (مادة عطرية)، واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمنع تلف السجاد".

** زخارف السجاد تعكس معانٍ خاصة

وأوضحت لوند أوغلو أن الزخارف الموجودة في السجاد مهمة للغاية، وتعكس مشاعر وأفكار النساء اللواتي ينسجنها، وذوقهن الرفيع.

واستطردت: "يتم حياكة الزخارف على السجاد أحيانًا بطريقة تتشابه مع الزخارف الأخرى، لكن وفي أحيان أخرى، تتفرد بعض السجاد والبسط بزخارف خاصة تعكس مشاعر وأحاسيس النسوة اللاتي قمن بحياكتها".

وتابعت: "السجاد والبسط تحتوي في الواقع على رموز تعكس ثقافة المنطقة وذاكرتها الفنية، كما تمتلك بعض أنواع السجاد والبسط قيمة تاريخية وتعتبر بذلك تحف فنية".

وأردفت: "يمكننا القول إن السجاد والبسط تعتبر من أجمل المنتوجات التي حاكتها أيدي البشر، نسعى بكل ما أوتينا من قوة لإبقاء هذا الفن حيًا ومتقدًا، ونقل جميع تفاصيله إلى الأجيال القادمة".

وختمت لوند أوغلو بالإشارة إلى أن العثور على أيدي ماهرة وخبيرة في حياكة السجاد في الوقت الراهن بات مسألة صعبة، وأن العاملات في ورش المتحف يبذلن جهودًا استثنائية من أجل نقل خبراتهن والمعلومات التي اكتسبنها عبر سنوات الخبرة إلى المتدربات الشابات، من أجل ضمان انتقال هذه الحرفة إلى الأجيال القامة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!