ترك برس

تتسارع في كل من الأردن وتركيا الخطوات العملية لإعادة تفعيل خطوط السكك الحديدية التي تربطهما بسوريا، في تحرك يعيد طرح مشروع الخط الحجازي التاريخي إلى الواجهة. وبينما أعلنت عمّان عن استكمال المسح الفني لمسار القطار إلى درعا، تعمل أنقرة على ترميم خط حديد يصل من حدودها إلى مدينة حلب، في مشهد يفتح الباب أمام استعادة أحد أبرز مشاريع الربط الإقليمي في المنطقة.

وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات الأردنية عن استكمال أعمال الكشف الفني لمسار الخط الحديدي الحجازي داخل أراضيها، تمهيدًا لإطلاق رحلات سياحية إلى مدينة درعا جنوب سوريا خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار رؤية شاملة لإحياء أحد أبرز المشاريع التاريخية في المنطقة.

وقال مدير مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني، زاهي خليل، إن التنسيق جارٍ مع الجانب السوري لضمان الجاهزية الفنية الكاملة للمسار، بما يتيح تسيير الرحلات بين البلدين على متن هذا الخط العريق الذي يمتد تاريخه إلى الحقبة العثمانية.

وأوضح خليل أن مشروع إعادة تفعيل الخط الحجازي يأتي ضمن خطة لتنشيط السياحة وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الأردن وسوريا، مضيفًا أن المؤسسة تعمل على تجهيز عربات قطار مخصصة للرحلات السياحية، بما يواكب الطابع التراثي للخط.

ويتزامن هذا التحرك مع إعلان تركيا عن خطط مماثلة لترميم أجزاء من شبكة السكك الحديدية التي تربط أراضيها بسوريا، في خطوة قد تعيد الربط البري بين شمال سوريا ومدن تركية رئيسية مثل غازي عنتاب وكلس.

وكان وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، قد كشف مؤخرًا عن مشروع لإعادة تأهيل خط سكة حديد يبدأ من قرية "ميدان إكبس" على الحدود التركية ويمتد إلى مدينة حلب، مؤكدًا أن نحو 50 كيلومترًا من الخط قد دُمّرت خلال الحرب، بينما لا تزال بقية الأجزاء سالكة حتى العاصمة دمشق.

وبحسب الوزير التركي، فإن تكلفة المشروع تُقدّر بين 50 و60 مليون يورو، مؤكدًا أن استكمال هذا الربط سيوفر ممرًا استراتيجيًا للركاب والبضائع، كما يدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا مستقبلاً.

ويرى مراقبون أن إعادة إحياء مشروع الخط الحديدي الحجازي، الذي كان يمتد من إسطنبول إلى المدينة المنورة مرورًا بدمشق، قد يشكل نواة لربط إقليمي جديد يعيد إحياء شبكات النقل القديمة بصيغة حديثة، خاصة في ظل الانفتاح الجزئي بين أنقرة ودمشق، والدفع العربي نحو إعادة دمج سوريا في المنظومة الإقليمية.