الأناضول

ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية اليوم، أن المخابرات الألمانية تقوم بأنشطة استخبارتية في (80) بلدا من بينها تركيا.

وقال تقرير نشرته المجلة إن الحكومة الألمانية طلبت عام (2009) من المخابرات جمع معلومات استخباراتية عن (80) بلدا، وأن وثيقة سرية جدا تعرّف بأولويات المخابرات الألمانية، عددت (30) دولة كدول رئيسية ينبغي زيادة أنشطة المخابرات الألمانية بها، وبين تلك الدول دولتان عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هما تركيا، وألبانيا.

وأشارت المجلة إلى أن الموضوعات، التي كانت الحكومة الألمانية ترغب في جمع معلومات استخباراتية عنها في تركيا تغطي مجالات عديدة، وذكرت منها على سبيل المثال القضية الكردية، وجماعة فتح الله غولن، والحركات الإسلامية، والجريمة المنظمة، والفساد.

وانتقدت المجلة تصريح وزير الخارجية الألماني "فرانك والتر شتاينماير"، الأسبوع الماضي، بأنه لم يعلم بأن المخابرات الألمانية، تقوم بأنشطة تنصت في تركيا منذ عام (2009) سوى من التقارير التي نشرتها الصحافة، وعندما هاتفه وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو".

وأشارت المجلة في هذا الإطار إلى أن الوثيقة التي تحدد أولويات المخابرات الألمانية، والتي حُدثت عام (2009)، وأصبحت تسمى اختصارا بـ "APB"، قد ظهرت للمرة الأولى في تسعينات القرن العشرين، خلال فترة الحكومة الائتلافية، بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه "شتاينماير"، وبين حزب الخضر.

وذكّرت المجلة كذلك بأن "شتاينماير"، كان يشغل منصب الوزير المسؤول عن المخابرات بين عامي (1999، و2005)، قائلة إن هذا يعني "أن شتاينماير لا يمكن أن يتفاجئ لكون المخابرات الألمانية تقوم بأنشطة استخباراتية في تركيا، بل إنه يتحمل جزءا من مسؤولية ذلك".

وفي تصريح للمجلة دافع "ستيفان ماير"، المتحدث باسم أحزاب الاتحاد المسيحي، الشريك الأكبر في الحكومة الائتلافية الألمانية، عن أنشطة المخابرات الألمانية في تركيا قائلا "لا يمكن للمخابرات الألمانية إغلاق عينيها عن الأراضي التركية".

وكانت المستشارة الألمانية "إنجيلا ميركل" قد انتقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تسرب معلومات عن قيام المخابرات الأمريكية بالتنصت على هاتفها النقال، وقالت ميركل إنه لا يمكن أن تتنصت الدول الصديقة على بعضها البعض، وطالبت بتوقيع اتفاقية لإنهاء الأنشطة الاستخباراتية بين الدول الصديقة، إلا أن الإدارة الأمريكية لم توافق على ذلك.

وبعد تكشف عملية تجسس أخرى قامت بها المخابرات الأمريكية في ألمانيا، طردت الحكومة الألمانية، الشهر الماضي، مسؤول المخابرات الأمريكية في سفارة الولايات المتحدة في برلين. وأرسلت الحكومة الألمانية، الأسبوع الماضي، لسفارات جميع الدول في برلين، مطالبة إياها بإرسال قائمة بأسماء جميع العاملين مع أجهزة مخابراتها في ألمانيا.

واعتبرت المجلة أن اكتشاف قيام المخابرات الألمانية بعمليات استخباراتية في تركيا، وألبانيا العضوين في الناتو، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الألمانية بتلك الخطوات المضادة للعمليات الاستخباراتية على أراضيها، يشكل موقفا "فكاهيا"، ويضع وزير الخارجية الألماني في موقف حرج.

وقالت دير شبيغل، إن أحد العاملين مع المخابرات الألمانية يدعى "ماركوس ر."، قام خلال الأشهر الماضية بتسليم المخابرات الأميركية، وثيقة من آلاف الصفحات تتضمن أسماء الدول، التي تقوم فيها المخابرات الألمانية بأنشطة استخباراتية بتعليمات من الحكومة، بالإضافة إلى معلومات هامة أخرى بينها الخطط، التي وضعتها المخابرات الألمانية لمواجهة أنشطة أجهزة المخابرات الأخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن "ماركوس"، الذي سرب الوثائق مقابل حصوله على مبلغ من المال، قيد الاعتقال منذ الثالث من يوليو/ تموز الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!