ترك برس

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن تركيا ليس لها أي أطماع في أراضي وسيادة أي دولة أخرى، لافتا إلى أن ما من دولة مثل تركيا تدعم وتسعى لوحدة أراضي كل من العراق وسوريا وليبيا.

جاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال فعاليات الذكرى الـ 742 لوفاة المتصوف التركي جلال الدين الرومي، في مدينة إسطنبول، حيث أضاف أن كل ما تسعى إلىه تركيا هو "مواصلة علاقات الصداقة والتعاون والوحدة مع إخواننا في تلك الدول وفقا للمبادئ المشتركة التي تجمعنا".

وأشار الرئيس التركي إلى أن العالم الإسلامي كافة وخصوصا في دول المنطقة تمر بفترة صعبة للغاية، حيث اكتسبت الكثير من المشاكل التي يعانيها المسلمون شكلا أكثر تعقيدا، وانقلبت ضدهم. موضحا أن العالم الإسلامي يعيش امتحانا هاما في هذا الإطار.

وتابع أردوغان في السياق، "للأسف هناك الكثير ممن يدعي الإسلام، يقوم بمساعدة أعداء الإسلام والمسلمين، حيث نرى في سوريا بعض الاشخاص يدعمون الظالم الأسد، ويحفزونه على ارتكاب المزيد من الظلم، وهو الذي قتل نحو 400 ألف مسلم بريء، وهجّر قرابة 12 مليون من السوريين".

ولفت الرئيس التركي إلى أن "صراع القوى في سوريا تحول بحجة القضاء على داعش إلى ماساة، فلو نظرنا لعمليات إحدى الدول في سوريا التي تدخلت عسكريا للقضاء إلى داعش (في إشارة إلى روسيا)، نرى أن 10 بالمئة منها فقط يستهدف التنظيم، في حين أن الـ 90 بالمئة المتبقية تستهدف قوات المعارضة والمدنيين، ومن ضمنهم إخوتنا التركمان، أي أنه يستهدف المسلمين".

وشدّد الرئيس التركي، إلى أنه ليس هناك فروقات بين تنظيم وداعش، ومنظمة بي كي كي، ووحدات حماية الشعب، مؤكدا على أن الإرهاب لا دين ولاعرق ولا وطن له. ولافتا إلى ضرورة القضاء على تلك المنظمات المنتشرة في دول المنطقة بما فيها تركيا، لإعادة الأمن والسلام والاستقرار فيها.

وأوضح أردوغان، إلى أن تركيا "أصبحت محط أنظار العالم الإسلامي، ولهذا فإن مسؤوليتنا كبيرة جدا، ولذلك علينا مواصلة العمل بجد للوصول إلى أهدافنا المنشودة بأسرع وقت،لأجلنا، ولأجل إخوتنا والإنسانية جمعاء، ولنصبح في موضع نبعث فيه الثقة لأصدقائنا، ونزرع فيه الخوف بنفوس أعدائنا".

وولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان (ضمن أفغانستان)، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، واستقر في ولاية قونية وسط تركيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا للعلم في عدد من المدن، أهمها دمشق. وكان مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وكان يحيطه أشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية.

ويحيي الأتراك سنويا اعتبارا من 8 من الشهر الجاري، ذكرى وفاة كبير المتصوفين في العالم الإسلامي جلال الدين الرومي، المعروف، بـ "مولانا"، والتي تصادف الذكرى الـ 742 هذا العام، حيث تقام العديد من الفعاليات في هذا الإطار تمتد لعدة أيام، وتُعرف هذه الفعاليات باسم "شبِ عروس" أي ليلة العرس بالفارسية، والتي كان ينتظرها الرومي ليعود إلى الذات الإلهية وفق منظور تصوفي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!