فهمي كورو - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

يقول "روبرت فيسك" الكاتب في صحيفة "ذي إندبندنت" الإنجليزية إن تشدد الجماعات "الجهادية" في سوريا بهذا الشكل يعود إلى ما تعرض له المسلمون في البوسنة والهرسك. والأصح، هو بسبب أن الغرب لم يحرّك ساكنا تجاه تلك المأساة الإنسانية التي حصلت أمام أعينه. 

عدم اكتراث الغرب بالمجازر التي تعرض لها المسلمون، جعل ذهنية الشبان المسلمين الذين ولدوا في الغرب، وتربوا في جغرافيته، وتعلموا في مدارسه وجامعاته، جعل تفكيرهم مشوّشا.

لكن السؤال المطروح: هل سيستمر قتل وذبح أناس مسلمين أبرياء لم يقترفوا أي ذنب، ذبحهم أمام عدسات الكاميرا، واعتقال مسلمين آخرين وحرمانهم لأشهر عديدة من الحرية، هل سيستمرون في عقاب الغرب على حساب المسلمين؟

معظم دول العالم تريد اليوم محاربة داعش ذو الأصول الغربية، لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خرج ليصرّح "لا نملك سياسة واضحة تجاه داعش". والآن يريد الألمان تحضير خطة للقضاء على داعش ثم "بيعها" إلى العالم.

المطلوب من هذه الحرب الغوغاء ضد داعش، هو أن يحصل الغرب على أقصى درجات دعم العالم الإسلامي، وتحديدا تركيا.

الغرب الذي ظل صامتا تجاه الجرائم والمجازر التي ارتكبت في البوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي، منذ متى بدأ اهتمامه في العالم الإسلامي؟ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سيئة الذكر، أليس كذلك؟ فإقلاع أربع طائرات بنفس الوقت ومهاجمة نيويورك وتحطيم برجيها ومهاجمة البنتاغون حدّد هوية الشرق الأوسط.

الغريب أن معظم من قام بهذا الحدث هم مواطنون سعوديون لم يتواجد بينهم أي أفغاني أو عراقي، إلا أن الولايات المتحدة ألأمريكية اعتبرت أفغانستان، وحليفها السابق العراق، هدفين للانتقام منهما. العراق لمحاولة القضاء على أسلحة صدام حسين، وأفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، كما أعلنوا.

الآن أمريكا نفسها تحاول تشكيل جبهة ضد داعش. لكن هذه المرة مع الدول التي لم تصدّق كذبها عن العراق ولم تدخل معها تلك الحرب.

عارضت كلا من فرنسا برئيسها الأسبق جاك شيراك وبألمانيا ممثلة ب غيرهارد شرودر، عارضا بشدة الحرب على العراق ولم تدخل في حلف الولايات المتحدة الأمريكية، التي أطلقت عليهما حينذاك وصف "أوروبا القديمة"، وكذلك رفض البرلمان التركي في جلسته بتاريخ 1 آذار/ مارس، رفض بالإجماع السماح بفتح الأراضي التركية للقوات الأمريكية.

بينما اليوم، ألمانيا ممثلة بميركل، وفرنسا ممثلة بهولاند، يتنافسا لاحتلال الصفوف الأمامية للجبهة الجديدة ضد داعش. بينما تُجبر تركيا بكل الأساليب لأخذ مكانها ضمن هذا التحالف.

لا يريد أحد أن يسأل، من أين خرجت داعش، ولا كيف تكوّنت، أو كيف وصلت بهذه السهولة الى العراق وسوريا، كيف حصلت على هذه الأسلحة، وكيف لعشرة آلاف مقاتل أن يهزّوا العالم أجمع ؟ لا أحد يريد هذه المسائلة.

بينما من حقنا، وعلينا أن نتساءل.

عن الكاتب

فهمي كورو

كاتب في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس