ترك برس

انقلب الجيش التركي في 17 أيار/ مايو 1960 على حكومة الحزب الديمقراطي، أول حكومة منتخبة ديمقراطيًا في تركيا برئاسة عدنان مندرس الذي اعتُقل وأُعدم مع مسؤولين في حكومته. وفي حديث له مع الصحفية في مجلة التاريخ العميق (دارين تاريخ) بورجو بولوت، قال محامي مندرس الأول برهان أبايدين الذي عُرف عنه أنه كسب كل قضية قانونية إلا قضية مندرس إنه كان باستطاعته منع حدوث الانقلاب.

يشير أبايدين إلى أن مؤسس الجمهورية أتاتورك كان هو من اكتشف مندرس ورشحه لقائمة حزب الشعب الجمهوري في البرلمان. كان أول لأبايدين معه في حفلة بأنقرة عندما كان رئيسًا للوزراء. كان مندرس شخصًا حيويًا ونشيطًا وحريصًا على الأناقة في ردائه، استقبل أبايدين بحفاوة وطلب منه الجلوس. أبدى أبايدين اعتراضه على إرسال جنود أتراك إلى الحرب الكورية دون موافقة البرلمان على ذلك، فانبهر مندرس من صراحته وطمأنه إلى أنه سيلتزم بقوانين البلاد ولن يخالفها.

بعد فترة من الزمن كان أبايدين يبدي اعتراضاته إلى جانب صحفيين على أحد القوانين في لقاء صحفي في مقر رئاسة الوزراء، وكان نائب رئيس الوزراء صامد آغا أوغلو يرد على الاعتراضات، وبجانبه مندرس ينظر إلى أبايدين مبتسمًا. علم أبايدين لاحقًا من مصادر خاصة أن مندرس كان يؤيد رؤيته فيما يتعلق بذلك القانون وقد تبنّاها لاحقًا.

في عام 1954عرض مندرس على أبايدين خوض الانتخابات تحت مظلة الحزب الديمقراطي، إلا أنه رفض معربًا عن رغبته في الالتزام بمهنته كمحامٍ وفي عدم الدخول في السياسة. إلا أن أبايدين لم يلبث أن شعر بالندم، لأن تلك الفرصة كانت ستمكنه من الاطلاع على الأحداث الجارية وتقديم النصح والتوجيه لمندرس يوم الانقلاب.

يقول أبايدين: "المنقلبون كانوا ضباطًا شباب، كان يُمكن منعهم لو حرك النائب الأول ووزيرا الداخلية والدفاع جهازي الشرطة والجيش بشكل جاد"، مضيفًا أن "التهمة الأساسية لمندرس وهي الانقلاب على مبادئ أتاتوك الثورية بتحويل الأذان من اللغة التركية إلى اللغة العربية باطلة، لأن مندرس منح المؤذنين حرية اختيار لغة الأذان، وقد اختار معظم المؤذنين اللغة العربية".

لم يتمكن أبايدين من الدفاع عن مندرس لأكثر من جلستين، فقد تم بعدهما إلقاء القبض عليه بتهمة التواطؤ مع الحزب الديمقراطي في انتهاك مبادئ أتاتورك العلمانية، وظل في السجن أكثر من عام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!