ترك برس

سمحت السلطات الألمانية لأنصار منظمة "حزب العمال الكردستاني" المصنفة في قائمة الإرهاب، برفع صور زعيمهم "عبد الله أوجلان" المسجون مدى الحياة في تركيا، خلال تظاهرة جرت الأسبوع الماضي بمدينة كولن، في موقف وصفته صحف ألمانية وأوروبية بأنه يتطابق مع المثل التركي: "الأفعى التي لا تلمسني فلتحيا طويلًا".

وقام أنصار المنظمة الإنفصالية، في إطار ما يسمى بـ"المهرجان الكردي الدولي، بتعليق ملصقات تحمل صورة زعيمها "أوجلان"، التي سبق وأعلن كبار المسؤولين في ألمانيا عن حظر تعليقها في البلاد، كما حلقت في سماء كولن، طائرة مستأجرة علق في ذيلها راية كتب عليها "الحر أوجلان" على مسمع ومرأى الشرطة الألمانية.

صحف ووسائل إعلام ألمانية وأوروبية، أشارت إلى أن الدول الأوروبية تنتهج ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب، من خلال التسامح مع أنشطة "بي كي كي" في بلادها بالرغم من تصنيفها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، كما وصفت تجاهل السلطات الألمانية للمظاهرة بأنه "تصرف أحمق وغبي".

وعلى خلفية ردود الأفعال الإعلامية والشعبية، قال يوهانس ديمروث المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة برلين، إنّ بلاده ستدرس بواقعية أكثر، لائحة الرموز واللافتات المحظورة والمسموحة في التظاهرات.

وأوضح ديمروث أن حكومة برلين تدرج "بي كي كي" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، وتحظر رفع شعاراتهم وأعلامهم المزعومة بقرار من المحكمة الفدرالية الألمانية.

وأضاف أنّه لا يوجد سبب يدفع الحكومة الألمانية إلى تغيير قرار المحكمة الفدرالية فيما يخص الحظر. وذكر ديمروث أنّ وزارة الداخلية الألمانية، أرسلت قبل فترة قصيرة لائحة إلى كافة المدن الألمانية، تتضمن قائمة الشعارات والرموز المحظورة، وأنّ هذه اللائحة قابلة للتجديد باستمرار.

واستدعت وزارة الخارجية التركية، مساء السبت، السفير الألماني في العاصمة أنقرة لاستنكار التسامح الرسمي مع أنصار المنظمة الذين احتشدوا في ميدان "ديوتزر فيرفت" بمدينة كولن الألمانية، ومنعوا الصحافة التركية بتسليط الضوء على الحدث.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدول التي تبدو كأنها صديقة لبلاده تدعم المنظمات "الإرهابية" بدعوى مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، وإن قواته عثرت على أسلحة هذه الدول بيد منظمات معادية لتركيا، ودعا الأتراك في ألمانيا بعدم التصويت للأحزاب "المعادية" لبلاده.

وأضاف أردوغان أن تلك الدول تكذب على تركيا رغم معرفتها أن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب وغيرها، ليست سوى أسماء مختلفة لتنظيم واحد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!