مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بمزيج من السخرية، استقبل الشارع التركي تصريح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو، الذي قال فيه: "تركيا الدولة الوحيدة التي لا وجود لها في شرق المتوسط".

اقتبست الجزء المثير للجدل من تصريح قلجدار أوغلو من الموقع الرسمي للحزب، وفيه يقول: "شرق المتوسط غني بالنفط ويحتوي على حقول الغاز الطبيعي. أمريكا واليونان وقبرص الجنوبية ومصر وقطر، جميعها هناك. دولة وحيدة لا وجود لها في شرق المتوسط وهي تركيا".

وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو أشار إلى إجراء سفينتي التنقيب "ياووز" و"فاتح" وسفينة المسح السيسمي "بربروس خير الدين" عمليات تنقيب ومسح في المياه الدولية قبال سواحل قبرص التركية. 

وأضاف: "يعتقد قلجدار أوغلو على أي حال أن سفن فاتح وياووز وبربروس، التي تحمي حقوقنا وحقوق شمال قبرص، هي سفن يونانية".

أما المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك فقال: "جهل بهذا الحجم غير مقبول بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري". 

من الصواب ان يدلي تشاووش أوغلو وجليك بتصريحات لتوضيح الأمر للشارع. لكن حقيقة الأمر هو أن المسألة لا تتعلق بالجهل. لأن قلجدار أوغلو يقول شيئًا آخر قبل هذا التصريح.

أعتقد أن هذا هو الأمر الذي كان يريد التأكيد عليه:

"يجب إقامة تعاون على وجه السرعة مع الحكومة السورية. ومن الضروري أيضًا التصالح مع مصر".

ما يهم قلجدار أوغلو ليس الدفاع عن مصالح تركيا في شرق الفرات. إنه يريد من تركيا الاعتراف بشرعية الانقلاب والانقلابيين في مصر. 

يريد لتركيا أن تجلس على طاولة المفاوضات مع قبرص الجنوبية، التي تعيش على حلم القضاء على الأتراك وعلى جمهورية شمال قبرص التركية. 

يريد لتركيا أن تصافح ديكتاتور سوريا، الذي قتل شعبه بالأسلحة الكيميائية، ووضع تركيا في مواجهة 3.5 مليون لاجئ. بمعنى أنه يريد لتركيا أن تتراجع أمام الأنظمة والديكتاتوريات التي ظلمت شعوبها. 

لكن لماذا؟

يسعى قلجدار أوغلو منذ مدة إلى جعل الشعب التركي يصدق بأن "مصافحة أردوغان للظالمين سوف تكون تطبيعًا يخدم مصالح تركيا". 

لأن هذا هو أهم شيء يمكن أن يغير نظرة الشعوب إلى أردوغان وتركيا.. هذا هو السبب في حديثه وكأن شيئًا لم يحدث في مصر وسوريا وقبرص وفلسطين. 

لكن ماذا كسب حزب الشعب الجهوري من كل هذه الجهود؟

لا شيء.

خلال هذه الفترة التي بدأت عام 2013، لم يرفع نسبة أصوات حزبه، على العكس تناقصت. وأوصل الحزب إلى عقد تحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي. 

يبدو حزب الشعب الجمهوري زعيم هذا التحالف "في الظاهر"، لكن ما لا شك فيه هو أنه ليس "مهندسه". فقد منح مهندسو هذا التحالف "الحزب الذي أسس تركيا" دورًا في مشروع تقييد تركيا. وقلجدار أوغلو اضطلع بهذا الدور.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس