أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

إلى جانب القضايا التي اتفقت عليها تركيا على الساحة السورية مع روسيا وإيران في غرب الفرات، ومع الولايات المتحدة في شرق الفرات، هناك توازنات ديناميكية تبدي تغيرات وفق سير الأحداث ميدانيًّا. 

إلى جانب حصول أنقرة على ضمانة قوية من أجل أمن نقاط المراقبة التركية في محيط إدلب خلال القمة الثلاثية الأخيرة بشأن سوريا، تمكنت من إبرام اتفاق، وإن كان هشًّا، بشأن تقييد نطاق وحجم العمليات العسكرية التي ينفذها النظام السوري في المنطقة بدعم من روسيا. 

لاحظت أنقرة منذ البداية جهود الجانب الأمريكي من أجل تطبيق سيناريو في شرق الفرات دون مشاركة الجيش التركي، إن أمكن.  

بيد أن أنقرة تصر على إنشاء المنطقة الآمنة بإمكانياتها في كل الأحوال، تعتزم تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

1- توطين مليون شخص على الأقل في المنطقة الآمنة، وما مجموعه 3 ملايين آخرين في عمق المنطقة الذي سيمتد نحو محافظتي الرقة ودير الزور. وبذلك تتاح فرصة جديدة من أجل تخفيف ضغط اللاجئين على اتركيا. 

2- تهدف أنقرة عبر إنشاء المنطقة الآمنة إلى إعادة تأسيس البنية الديموغرافية التي تزعزعت في شمال سوريا، والقضاء على المخاطر الأمنية التي قد تستهدف تركيا. 

3- تسعى أنقرة إلى إبعاد تنظيم "ي ب ك" الإرهابي عن الحدود التركية، وقطع الممر الإرهابي المراد تشكيله من شرق سوريا حتى البحر المتوسط.

بطبيعة الحال يتوجب توضيح النقطة التالية:

في حين يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإصرار على أنه من الممكن القيام بعملية عسكرية، تصرح وزارة الدفاع، من جانبها، بأن فعاليات الدورية المشتركة مع الولايات المتحدة مستمرة كما هو مخطط لها.

فهل هذا تناقض أم أنه توزيع مقصود للأدوار ينطوي على عقل الدولة؟ 

لتبحث الولايات المتحدة باستمرار عن إجابة لهذا السؤال. فما زال نموذج عملية عفرين حيًّا في ذاكرتنا. 

في الوقت الذي كانت الخيارات العسكرية محل نقاش وكانت المسألة تطول، أصدر أردوغان، بصفته القائد الأعلى للجيش، الأمر بدخول عفرين..

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس