ترك برس

زادت في السنوات الأخيرة وتيرة الاستماع إلى البرامج الصوتية المعروفة بـ"البودكاست"، خاصة خلال فترة وباء فيروس كورونا، وتعد تركيا من أكثر البلدان التي يتألق فيهم نجم البودكاست.

أخذ البودكاست المحتوى الرقمي خطوات حازمة للأمام بإحداثه نهضة في عادات استهلاك المحتوى، كما أثبت مكانته بالرغم من حداثته، فما هو البودكاست؟ وكيف حوّل الموسيقى الشعبية من الفونوغراف إلى mp3 وساهم بنشرها واستهلاكها؟ وكيف يتم إعداده؟ ولماذا أصبح شعبيا؟

يوشك البودكاست أن يصبح مركز حياتنا في الأعوام الأخيرة، وقد صنع اسما لنفسه أيضا في تركيا بالرغم من عدم وجود مكافئ في اللغة التركية لكلمة Podcast، التي تتكون من مقطعين pod التي لا معنى لها وbroadcast التي تعني البث.

استخدم البودكاست لأول مرة في عام 2004، وهو شبيه بالبرامج الإذاعية، ويمكن لمستخدميه الاستماع إليه في أي وقت عبر البيئة الرقمية، فملفاته صغيرة سريعة وسهلة التنزيل، وبإمكان الهواة إنتاجه لسهولة بثه أيضا، ولا يقتصر إنتاجه على المذيعين المحترفين ولكن يمكن للهواة إعداده وبثّه لمتابعيهم.

أشار إمره باموك، الرئيس التنفيذي لشركة Digital Exchange التركية، إلى أن البودكاست وصل للجماهير ذوي المستوى العالي من التعليم والقوة الشرائية، كما أن مكالمات الفيديو أصبحت أهم قنوات الاتصال بسبب وباء كوفيد 19، مما أدى لزيادة استهلاك الأشخاص المقيمين في المنزل بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، كما أدى لانخفاض جودة بث قنوات الإنترنت مثل نتيفليكس ويوتيوب، وساعد ذلك على زيادة استهلاك المدونات الصوتية، التي اكتسبت مكانة خاصة في الأعوام الأخيرة.

وتطرق باموك إلى زيادة معدل استخدام البودكاست يوما بعد يوم قائلا: "لغاية آب/ أغسطس 2020 يوجد أكثر من 850 ألف بودكاست بـ100 لغة حول العالم وأكثر من 30 مليون حلقة، تحتوي المدونات الصوتية على أخبار ومحتوى اجتماعي وسياسي وصحي وكوميدي، وتواصل شركات الإنتاج طرح حلقات البودكاست بشكل دائم وغني، ووفقا للدراسات فإن 68% من المستمعين للبودكاست حاصلون على درجة الدكتوراه، و56% حاصلون على درجة الماجستير، و45% حاصلون على التعليم الجامعي، و45% من ذوي الدخل المتوسط والمرتفع".

وأضاف باموك: "تتراوح أعمار نصف المستمعين للبودكاست ما بين 18 و45 عاما، كما أن 80% من المستمعين يستمعون لمعظم البودكاست أو كله، ولديهم متوسط 6 اشتراكات في البودكاست، مما يجعله وسيلة إعلانية مهمة، كما أُنفقت على إعلاناته 514 مليون دولار في عام 2019، وزاد هذا الإنفاق بنسبة 28% حتى آب/ أغسطس 2020 ليصل إلى 659 مليون دولار".

وتابع قائلًا: "بدأت المنصات المحلية أيضا بالانتشار في البودكاست التركي، وتجاوز عددها الآلاف، حيث كان من المهم للعلامات التجارية إنشاء قنوات بودكاست لمحتواها الخاص وللإعلانات أيضًا، لتعزز التواصل مع المستهلكين والوصول للجماهير ذوي القوة الشرائية العالية والمستوى التعليمي العالي".

تم بث أول بودكاست في تركيا عام 2005، ببرنامج (Virtual Alem) "العالم الافتراضي" لمقدمه سردار كوزلو أوغلو، ولم يلق أي اهتمام بذلك الوقت، ثم بدأ البث الصوتي يأخذ مكانه في مدارس الصحافة والإعلام عام 2019، لذلك بدأت بعد ذلك أسماء شهيرة ببث البودكاست، كما بثت أول سلسلة بودكاست في تركيا شهر نيسان/ أبريل 2020، باسم "المنطقة المظلمة" في ست حلقات مدتها 30 دقيقة، حققت شعبية تذكرنا بأجيال "بعد الغد".

تمثل الكتب المطبوعة 78% من الكتب في أمريكا، بالرغم من ذلك في حال استمرار نسبة الزيادة في الكتب الصوتية، فلا بد أن تتفوق على الكتب الإلكترونية في عام  2023، أما مغامرة الكتب الصوتية في تركيا، بالرغم من عدم تجاوزها الستة أعوام فقط، إلا أنها نمت اقتصاديا بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أعوام الماضية، باجتذابها الكثيرين، حتى أن بعض نماذجها في عام 2020 لم تكن من كتب مطبوعة، ويتوقع دمج الكتب الصوتية في الحياة بالبلدان التي ينخفض معدل القراءة فيها مقارنة بعدد السكان.

وفقا لبيانات مؤسسة "Chartable" التي تحلل البودكاست للناشرين والمعلنين، فقد تم نشر ما يزيد عن 885 ألف بودكاست جديد في جميع أنحاء العالم عام 2020، يعني 3 أضعاف ما نشر مقارنة بعام 2019، أما بيانات  عام 2021 فهي تكشف بأنه يتم نشر 2 بودكاست في كل دقيقة، كما زاد عدد المدونات الصوتية 17 ضعفا، مقارنة بالخمسة أعوام الماضية، وارتفعت تنزيلات البودكاست 180% عن العام الماضي.

توجد ملفات البودكاست بمئات اللغات حول العالم، وكانت اللغة التركية من اللغات الأكثر استخداما في هذا المجال بالأعوام الأخيرة، كما احتل التعليم المرتبة الأولى في محتوى البودكاست المنشور عام 2020، بما لا يقل عن 133 ألف حلقة بودكاست بمحتوى تعليمي من أصل 900 ألف بودكاست.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!