سردار تورغوت - صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

نحن المنتمون بعقليتنا إلى القرن العشرين، نتساءل الآن ونتناقش هل نتدخل في المناطق التي كنا نسيطر عليها في القرن التاسع عشر أم لا، نحن نفكر بذلك بينما القوى العالمية تخطط وترتب لترتيب أوضاع العالم من جديد، ويجهزون أنفسهم لحرب عالمية، ربما سنلعب فيها نحن دور المتفرج فقط.

تتحضر جمهورية الصين الشعبية بكل مؤسساتها للحرب العالمية الثالثة، فالصين منذ سنين هي الدولة الأكثر تسليحا والأسرع تسليحا في العالم، بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى خلق حالة من التوازن عن طريق استخدام الأسلحة التكنولوجية الخارقة، وبالنسبة لروسيا والاتحاد الأوروبي فهم يعيشون في حالة حرب سباق على التسلح بالأسلحة التكنولوجية المتطورة.

الحرب العالمية ستكون بين الدول الثلاثة آنفة الذكر، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين. أما فنحن فما نقوم به هو أننا نقرأ عن الحرب العالمية الثانية كدرس تاريخي ونعتقد أنه لن يتكرر، بينما هم يعملون على رسم السيناريوهات المتوقعة للحرب الكبيرة القادمة بين هذه الدول الثلاثة.

رؤيتي حول ما يجري تتلخص فيما يلي: عندما تنفجر حرب كبيرة، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية ستتواجه مع الصين عبر استخدام سفن حربية متطورة وخارقة، وسيستخدمون بينهم أسلة متطورة تكنولوجيا بما فيها أسلحة الليزر.

في نفس الوقت، ستتواجه الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا في السماء، عبر الطائرات الحربية المقاتلة والطائرات بدون طيار، وإذا ما حصل مواجهات برية، فسيكون الجنود الآليون في مقدمة الصفوف.

لكن في الحقيقة، أصل المواجهة في الحرب العالمية الثالثة ستكون في السماء وفي الفضاء، لأنّ كل دولة من الدولة المشاركة في هذه الحرب ستسعى إلى تدمير الأنظمة الالكترونية الخاصة بعدوهم، ولهذا لم تكن الهجمات الالكترونية التي قامت بها الصين مؤخرا ضد الولايات المتحدة الأمريكية مجرد عمليات اختراق وهكر بسيطة، وهذا الأمر يدركه البنتاغون جيدا، ولهذا كانت هذه الهجمات الالكترونية هي مجرّد تحضير لبداية الحرب العالمية الثالثة.

قام البنتاغون العام الماضي ببرنامج اختبار الأسلحة، ووجد أنْ الأسلحة التي يملكها وبنسبة 100% هي غير محمية أمام الهجمات الالكترونية، وهذا ما صرّح به رسميا رئيس وحدة اختبار العمليات "ميشيل غيلمور".

ولهذا سيكون موضوع زيادة قوة الحماية الالكترونية على رأس أولويات الولايات المتحدة الأمريكية أثناء التحضير للحرب القادمة، وهذا هو أكبر هدف بالنسبة لهم حاليا.

ومن المعلوم أنّ إنفاق الصين على هذا الموضوع قد تجاوز حجم ما أنفقه الاتحاد الأوروبي، بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوصول لمرتبة الصين في حجم الإنفاق خلال خمس سنوات.

وصلت الصين لمرتبة الدولة الأسرع تصنيعا لأجهزة الحاسوب، كما أنهم يعملون الآن على تجهيز برنامج هجومي وقتالي لثلاث طائرات بدون طيار بعيدة المدى، بينما نرى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بموضوع الجنود الآليين، لكننا لا نستطيع إغفال حقيقة أنّ توجه الولايات المتحدة الأمريكية لذلك التصنيع يتم بالتعاون مع مهندسين من كوريا الجنوبية المرتبطة بعلاقات جيدة وقريبة من الصين.

الصين اليوم هي الأولى في مجال الاختراق والهكر في العالم، ولهذا أدرجت أكاديمية "نافال" الحربية الأمريكية مواضيع ودروس الحماية الالكترونية في برامجها الدراسية.

الحرب العالمية الجديدة التي تسعى إلى فرض "هيمنة على العالم"، لن تكون كما نعتقد حربا كلاسيكية على حدود تايوان والبلقان، وإنما ستسعى الدول المشاركة في هذه الحرب إلى تعطيل الأنظمة القتالية عن طريق هجمات الكترونية، لتصبح تلك الأنظمة غير صالحة للعمل، وبالتالي ستكون الدول الأخرى في مواجهة نتائج كارثية.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس