سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

ظهرت في الآونة الآخيرة مبادرات دولية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك من خلال القرارات التي اتخذتها كلّ من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ولا ننسى أهمية دعم العديد من الدول العربية لهذه القرارات المتخذة ضد داعش.

والجدير بالذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتزعم قائمة الدول التي أعلنت حربها على داعش. فالطائرات الحربية الأمريكية هي التي تقصف المواقع التي يتمركز فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وقوات البشمركة تحارب الجهاديين وتسعى لاستعادة المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية التي كانوا يسيطرون عليها. ومن جانبها تقوم كلٌ من فرنسا وبعض الدول الأوروبية بدعم الأكراد من خلال تقديم المزيد من السلاح المتطور لهم. أما الجيش الايراني فيقوم بعرض نفسه من خلال دعمه للقوات العراقية.

مما لا شك فيه أن الدول التي وقفت ضد تنظيم داعش، تأخذ بعين الاعتبارالمحافظة على  مصالحها في المنطقة قبل كل شيء. لكن ومع اختلاف المصالح، فإن مثل هذا الإجماع حول هذا القرار، إنّما يدل على استياء الجميع من وحشية وخطر هذا التنظيم على المنطقة، وأنّ التنظيم يشكل خطراً على أمن و استقرار المنطقة والعالم باسره. حيث إن هذه المخاوف دفعت العديد من الدول إلى الوقوف في صف واحد ضد هذا التنظيم.

تأتي تركيا على رأس الدول التي تبدي قلقها من انتشار هذا التنظيم. لا سيما أن التنظيم قام باعتقال 49 مواطنا تركيا، كانوا يعملون في القنصلية التركية في الموصل منذ شهرين، ومن خلال استمرار عملية خطف الرهائن الأتراك، يكون تنظيم الدولة قد بيّن نواياه تجاه تركيا.

وفي حين أن الكثير من دول العالم تبدي استيائها من ممارسات داعش سواء بالتنديد أو بتنفيذ ضربات عسكرية مباشرة، تلتزم أنقرة الصمت حيال جرائم هذا التنظيم. ولعل السبب الرئيسي في موقف أنقرة هذا، هو الخوف على سلامة الرهائن الأتراك الذين تم اختطافهم قبل شهرين من قبل عناصر التنظيم.

وضعت أزمة تنظيم الدولة الإسلامية الحكومة التركية بين خيارين. وفي الواقع، تدعم السياسة الخارجية التركية التحالفات ضد داعش، لكنّ مسألة الرهائن ترغم الحكومة التركية على التزام الصمت وعدم الدخول في هذا التحالفات.

وفي هذه الحالة فإن تركيا لا تستطيع أن تشارك حلفائها في توجيه ضربة عسكرية على مواقع التنظيم، ولا تستطيع أن تسمح للولايات المتحدة باستخدام مجالها الجوي لتنفيذ مثل هذه الضربات.

إن هذا الوضع يحرج الحكومة التركية، لا سيما أن الرأي العام الغربي يسوده اعتقاد أنّ الحكومة التركية تميل إلى صف الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأنّ تركيا كانت تساعد هذه الجماعات من قبل.

كما أنّ وضع التركمان الذين فروا من ممارسات داعش في المناطق الحدودية يزيد من صعوبة الموقف التركي، فقد أقامت الحكومة التركية مخيماً للاجئين التركمان ووفرت لهم كل مستلزمات الحياة هناك. فهؤلاء التركمان يرون في تركيا المُنقِذ الوحيد لهم من بطش داعش. وهذا بطبيعة الحال يزيد من صعوبة الموقف التركي تجاه تنظيم الدولة.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس